تختص بمن يدخل داره من الغرباء وكان يجلس كل يوم عقيب صلاة الصبح ويدخل إليه الناس في الحوائج والظلامات وقرر عند العزيز جماعة جعلهم قوادا يركبون بالمواكب والعبيد ولا يخاطب واحد منهم إلا بالقائد ومن جملتهم القائد أبو الفتوح فضل بن صالح الذي تنسب له منية القائد فضل ثم إنه شرع في تحصين داره ودور غلمانه دروب والحرس والسلاح والعدد وعمرت ناحيته بالأسواق وأصناف ما يباع من الأمتعة والمطعم والمشروب ويقال إن داره كانت بالقاهرة في موضع مدرسة الوزير صفي الدين بن شكر وإن الحارة المعروفة بالوزيرية منسوبة إلى أصحابه وكان الوزير ابن الفرات يغدو إليه ويروح ويعرض عليه محاسبات القوم الذين يحاسبهم ويعول علهم ويجلس معه وربما حبسه لمواكلته فيأكل معه وقد جرى منه عليه ما جرى وكانت هيبته وافرة وجوده كثيرا وأكثر الشعراء من مدائحه وأكثر أمداح الشاعر أحمد بن محمد الأنطاكي المعروف بأبي الرقعمق فيه وصنف الوزير كتابا في الفقه مما سمعه من المعز وولده العزيز وجلس في شهر رمضان سنة تسع وستين وثلاثمائة مجلسا حضره الخاص والعام وقرأ الكتاب فيه وحضر الوزير ابن الفرات وجلس للجامع العتيق جماعة يفتون الناس في هذا الكتاب [449] وكانت له طيور فائقة من الحمام يسابق بها ولمخدومه العزيز أيضا طيور فائقة فتسابقا يوما فسبقت طيور الوزير فعز ذلك عليه ووجد الحساد له مطعنا عليه فقالوا للعزيز إنه قد اختار من كل صنف أجوده وأعلاه ولم يبق منه إلا أدناه فاتصل ذلك بالوزير فكتب إلى العزيز
(٨٩)