الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٨ - الصفحة ١٠٢
المجاورون له من العرب وغيرهم وعاثوا في البلاد وأغاروا على النواحي وكذلك فعل الأدفونش فيما يليه من بلاد الأندلس وتفرق الجيوش شرقا وغربا وزاد طمع الأدفونش وبعث رسولا إلى الأمير يعقوب يتهدده ويتوعده ويطلب بعض الحصون المتاخمة له وكتب إليه رسالة من إنشاء وزير [465] له يعرف بابن الفخار وهي باسمك اللهم فاطر السماوات والأرض وصل الله على السيد المسيح روح الله وكلمته الرسول الفصيح أما بعد فلا يخفى على ذي ذهن ثاقب ولا ذي عقل لازب أنك أمير الملة الحنيفية كما أني أمير الملة النصرانية وقد علمت ما عليه رؤساء الأندلس من التخاذل والتواكل وإهمال الرعية وإخلادهم إلى الراحة وأنا أسومهم بحكم القهر وخلاء الديار وسبي الذراري وأمثل بالرجال ولا عذر لك في التخلف عن نصرتهم إذا أمكنتك يد القدرة وأنتم تزعمون أن الله فرض عليكم قتال عشرة منا بواحد منكم والآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا ونحن الآن نقاتل عشرة منكم بواحد منا لا تستطيعون دفاعا ولا تملكون امتناعا وقد حكي لي عنك أنك أخذت في الاحتفال وأشرفت على ربوة القتال وأنت تماطل نفسك عاما بعد عام وتقدم رجلا وتوخر أخرى فلا أدري أكان الجبن أبطأ بك أم التكذيب بما وعدك ربك ثم قيل لي إنك لا تجد إلى جواز البحر سبيلا لعلة لا يجوز لك التقحم معها وها أنا أقول لك ما فيه الراحة لك وأعتذر لك وعنك على أن تفي بالعهد والمواثيق والاستكثار من الدهر وترسل لي جماعة من عبيدك بالمراكب والشواني والطرائد والمسطحات وأجوز بحملتي إليك وأقاتلك في أعز الأماكن إليك فإن كانت لك فغنيمة كبيرة جلبت إليك وهدية عظيمة مثلت بين يدك وإن
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»