ركعة وقال له رجل إني وضعت كتابا على خطك إلى فلان فوهب لي أربعة آلاف درهم فقال إن كنتم تنتفعون بهذا فافعلوه وقيل إنه ختم القرآن في الموضع الذي مات فيه سبعة آلاف مرة وردد ليلة كاملة قوله تعالى بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر وروى نوح الجامع أنه سمع أبا حنيفة يقول ما جاء عن رسول صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين وما جاء عن الصحابة اخترنا وما كان غير ذلك فهم رجال ونحن رجال وقال وكيع سمعت أبا حنيفة يقول البول في النمسجد أحسن من بعض القياس وقال ابن حزم جميع الحنفية مجمعون على أن مذهب أبي حنيفة ضعيف الحديث عنده أولى من القياس والرأي وقال يحيى القطان لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة وقد أخذنا أكثر أقواله ونقل المنصور أبا حنيفة من الكوفة إلى بغداد وأراده على القضاء فأبى فحلف عليه ليفعلن فحلف أبو حنيفة أن لا يفعل فقال الربيع ألا ترى أمير المؤمنين يحلف فقال أبو حنيفة أمير المؤمنين أقدر مني على كفارة اليمين وأبى الولاية فأمر بحبسه في الوقت وقيل إنه قال له اتق الله ولا ترعى في أمانتك إلا من يخاف الله والله ما أنا مأمون الرضى فكيف أكون مأمون الغضب ولو اتجه الحكم عليك ثم تهددتني أن تغرقني في الفرات أو إلى الحكم لا خترت أن أغرق في الفرات ولك حاشية يحتاجون إلى من يكرمهم لك ولا أصلح لذلك فقال له كذبت أنت تصلح لذلك فقال له قد حكمت لي على نفسك كيف يحل لك أن تولي على أمانتك من هو كذاب وقيل تولى) القضاء يومين فلم يأته أحد فلما كان في اليوم الثالث أتاه رجل صفار ومعه آخر فقال الصفار لي مع هذا ددرهمان وأربعة دوانيق ثمن تور صفر فقال أبو حنيفة اتق الله وانظر فيما يقول الصفار قال ليس له علي شيء فقال أبو حنيفة للصفار ما تقول فقال استحلفه لي فقال أبو حنيفة للرجل قل والله الذي لا إله إلا هو فجعل يقول فلما رآه أبو حنيفة معزما على أن يحلف قطع عليه وأخرج من كمه صرة وأخرج منها درهمين ثقيلين وقال للصفار هذان الدرهمان عوض باقي تورك فنظر الصفار إليهما وقال نعم وأخذ الدرهمين فلما بعد يومين اشتكى أبو حنيفة ثم مرض ستة أيام ومات رحمه الله تعالى وكان يزيد بن هبيرة قد ضربه مائة سوط كل يوم عشرة أسياط وهو يمتنع من ولاية ذلك فلما رآه مصرا خلى سبيله وكان أحمد بن حنبل إذا ذكر ذلك بكى وترحم على أبي حنيفة وكان أبو حنيفة ربع من الرجال وقيل كان طوالا تعلوه سمرة أحسن الناس منطقا وأحلاهم نغمة ورأى أبو حنيفة في منامه كأنه نبش قبر رسوله الله صلى الله عليه وسلم فبعث من سأل محمد بن سيرين فقال ابن سيرين صاحب هذه الرؤيا يثور علما لم يسبقه إليه أحد قبله وقال الشافعي قيل لمالك هل رأيت أبا حنيفة قال نعم رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته وقال يحيى بن معين القراءة عندي قراءة حمزة والفقه
(٩٠)