فرس جواد فقال يمدحه * متى يقولوا أبو مروان سيدنا * وخير من يرتجى بشر فقد صدقوا * * هو الجواد قديما كان سابقهم * حتى أقروا ولو لم ينزعوا سبقوا * وكان الوليد بن عبد الملك محسنا إليه فلما ولي عمر بن عبد العزيز وفد عليه مع الشعراء فلم يعطه شيئا وقال ما أرى للشعراء في بيت المال حقا ولو كان لهم حق ما كان لك لأنك امرؤ نصراني فقال * لعمري لقد عاش الوليد حياته * إمام هدى لا مستزاد ولا نصر * * كأن بني مروان بعد وفاته * جلاميد لا تندى وإن بلها القطر * 3 (الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه)) النعمان بن ثابت بن زوطى بضم الزاي وسكون الواو وفتح الطاء المهملة وبعدها ألف مقصورة اسم نبطي ابن ماه الإمام العلم الكوفي الفقيه مولى بني تميم الله بن ثعلبة ولد سنة ثمانين من الهجرة وتوفي في نصف شوال وقيل في رجب وقيل في شعبان سنة خمسين ومائة ورأى أنس بن مالك غير مرة بالكوفة قاله بن سعد وروى أبو حنيفة رضي الله عنه عن عطاء بن أبي رباح وقال ما رأيت أفضل منه وعن عطية العوفي ونافع وسلمة بن كهيل وأبي جعفر الباقر وعدي بن ثابت وقتادة وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وعمرو بن دينار ومنصور وأبي الزبير وحماد بن أبي سليمان وعدد كثير وتفقه بحماد وغيره وبرع وساد في) الرأي أهل زمانه في الفقه والتفريع للمسائل وتصدر للإشغال وتخرج به الأصحاب فمن تلامذته زفر بن الهذيل العنبري والقاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري قاضي القضاة ونوح بن أبي مريم المروزي وأبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي والحسن بن زياد اللؤلؤي وأسد الدين بن عمرو ومحمد بن السن وحماد بن أبي حنيفة وخلق وكان خزازا ينفق من كيسه ولا يقبل جوائز السلطان تورعا وله دار وضياع ومعاش متسع وكان معدودا في الأجواد الأسخياء الألباء الأذكياء مع الدين والعبادة والتهج وكثرة التلاوة وقيام الليل رضي الله عنه قال الشافعي الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة قال ابن معين ثقة وقيل قال لا بأس به لم يتهم بكذب ضربه يزيد بن هبيرة على القضاء فأبى قال أبو يوسف قال أبو حنيفة علمنا هذا رأي وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاءنا بأحسن منه قبلناه وقيل صلى بوضوء عشاء الآخرة الصبح أربعين سنة وختم القرآن في
(٨٩)