* أريد بها إطلاق ديني وراتبي * فأطلقهما والأمر منك فوقع * * فبيني وبين الجاه والعز والغنى * وقائع أخشاها إذا لم توقع * * وما هي إلا مدة تستمدها * وقد فجت الأرزاق من كل منبع * * إلى هاهنا أنهي حديثي وأنتهي * وما شئت في حقي من الخير فاصنع * * فإنك أهل الجود والبر والتقى * ووضع الأيادي البيض في كل موضع * قلت الذي أظنه وتقضي به ألمعيتي أن هذه القصيدة كانت أحد أسباب شنقه والله أعلم لأن الملوك لا يخاطبون بمثل هذا الخطاب ولا يواجهون بهذه الألفاظ وهذا الإدلال الذي يؤدي إلى الإذلال وأظن أن هذه القصيدة ما أجدت شيئا فمال عمارة حينئذ وانحرف وقصد تغيير الدولة والله أعلم وكان من أمره ما كان وعلى الجملة فقتل مثل هذا الفاضل قبيح من الفاضل إن كان ذلك عن رأيه ومن شعر عمارة أيضا) * أيها الناس والخطاب إلى من * هو من حيث فضله إنسان * * هذه خطبة إلى غير شخص * نظمت نثر عقدها الأوزان * * لم أخصص بها فلانا لأني * في زمان ما في بنيه فلان * * من يكن عنده مزية فهم * فليكن سامعا فعندي لسان * * لم يميز بين البرية إلا * حسنات يزينها الإحسان * * والخطايا مستورة بالعطايا * كم جميل به المساوي تصان * * لا يغرنكم زيادة حال * فالزيادات بعدها نقصان * * وإذا الدوح لم يظل من الشم * س فلا أورقت له أغصان * * وأحق الأنام بالذم جيل * بين أبنائه كريم يهان * * طرق الجود غير ما نحن فيه * قد سمعنا الدعوى فأين البيان * * أصبح الجود قصة عند قوم * مستحيل في حقها الإمكان * * وعدمنا نشرا يدل عليه * إنما النار حيث نم الدخان * * كذبوني بواحد يهب الأل * ف وأنى من السماع العيان *
(٢٤٣)