الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٢ - الصفحة ٢٣٨
* عبد الرحيم قد احتجب * إن الخلاص من العجب * ويقال إنه مر قبل كائنته بيومين أو ثلاثة فرأى بين القصرين مصلوبا فقال * ومد على صليب الصلب منه * يمينا لا تطول إلى شمال) * (ونكس رأسه لعتاب قلب * دعاه إلى الغواية والضلال * وقال بعضهم عبرت بين القصرين وأنا عائد من دار السلطان صلاح الدين عشية النهار الذي شنق فيه عمارة اليمني فشاهدته هناك مشنوقا فذكرت أبياتا له عملها في الصالح وهي * إذا قدرت على العلياء بالغلب * فلا تعرج على سعي ولا طلب * * ولا ترقن لي إن كربة عرضت * فإن قلبي مخلوق من الكرب * * واستخبر الهول كم آنست وحشته * وكم وهبت له روحي ولم أهب * ومن شعره القصيدة التي مدح بها الفائز بنصر الله خليفة مصر وهي * الحمد للعيس بعد العزم والهمم * حمدا يقوم بما أولت من النعم * * لا أجحد الحق عندي للركاب يد * تمنت اللجم فيها رتبة الخطم * * قربن بعد مزار العين من نظري * حتى رأيت إمام العصر في أمم * * ورحن من كعبة البطحاء والحرم * وفدا إلى كعبة المعروف والكرم * * فهل درى البيت أني بعد فرقته * ما سرت من حرم إلا إلى حرم * * حيث الخلافة مضروب سرداقها * بين النقيضين من عفو ومن نقم * * وللإمامة أنوار مقدسة * تجلو البغيضين من ظلم ومن ظلم * * وللنبوة آيات تنص لنا * عن الحقيقين من علم ومن حكم * * وللمكارم أحكام تعلمنا * مدح الجزيلين من بأس ومن كرم * * وللعلى ألسن تثني محامدها * على الجديدين من فضل ومن شيم * * وراية الشرف البذاخ ترفعها * يد الرفيعين من مجد ومن همم * * أقسمت بالفائز المعصوم معتقدا * نور النجاة وأجر البر في القسم * * لقد حمى الدين والدنيا وأهلهما * وزيرك الصالح الفراج للغمم *
(٢٣٨)
مفاتيح البحث: العصر (بعد الظهر) (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»