الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٢ - الصفحة ١٦٣
* وثار لطيف النقع عند اهتزازها * فأظلم من نور الظهيرة ما غطى * * وأهوت إلى ما دوننا من رماله * وأمواهه والصخر تنهمها سرطا * * فأدبر من لا يعرف السر خيفة * وأقبل منها من يروم بها سقطا * * ومد إليها الفيلسوف يمينه * فجاذبها أخذا وأوسعها ضغطا * * فصارت عصا في كفه وأجنها * فأخرجها بيضاء تجلو الدجى كشطا * * فلم أر ثعبانا أذل لعالم * سواها ولا منها على جاهل أسطى * * هي المركب الصعب المرام وإنها * ذلول ولكن لا لكل من استمطى * * فأعجب بها من آية لمفكر * يقصر عن إدراكها كل من أخطا * * وأعجب من أحوالها تلك عودها * إلى حالها بدءا إذا ملكت هبطا * * وتفجيرها من صخرة عشر أعين * واثنتين تسقي كل واحدة سبطا * * وتفليقها رهوا من البحر فاستوى * طريقا فمن ناج ومن هالك غمطا * * فتلك عصانا لا عصا خيزرانة * ولكن لين الدهن صيرها نفطا * * وخضراء للشطآن تحت ظلالها * مقيل تقي عن برده الروم والقبطا * * تسيل بماء الخلد أبيض صافيا * إذا ما شرطناها على ساقها شرطا * * ومن قبل ما أغوى أبانا بذوقها * فذاق فأخطا والقضاء فما أخطا * * قطفت جناها واعتصرت مياهها * فأجمدت ما استعلى وذوبت ما انحطا * * ولينة الأعطاف قاسية الحشا * إذا نفثت في الصخر تصدعه هبطا * * كأن عليها من زخارف جلدها * رداء من الوشي المفوف أو مرطا * * توصل إبليس بها في هبوطه * إلى الأرض من عدن ففارقها شحطا * * وكانت وشيطائيل حربا لآدم * وحواء ما داما على الكرة الوسطى * * أمت بها حيا وسودت أبيضا * وأسرعت في قلع السواد فما أبطا * * وأحييت تلك الأرض من بعد موتها * بري وكانت تشتكي الجدب والقحطا) * (ولاقطة حب القلوب بحسنها * تعذبها شوقا وتقتلها نحطا * * كأن العيون الثابتات بخصرها * عقدن نطاقا أو على جيدها سمطا *
(١٦٣)
مفاتيح البحث: الهلاك (1)، الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»