الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ٧٧
العميد أبا نصر وزير طغرلبك التي قال فيها أبو عبد الله الحميدي قال لي أبو محمد علي بن أحمد ابن حزم يقال من تختم بالعقيق وقرأ لأبي عمرو وتفقه للشافعي وحفظ قصيدة ابن زريق فقد اسيتكمل الظرف والقصيدة المذكورة من البسيط * لا تعذليه فإن العذل يولعه * قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه * * جاوزت في لومه حد المضر به * من حيث قدرت أن اللوم ينفعه * * فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلا * من عسفه فهو مضنى القلب موجعه * * قد كان مضطلعا بالخطب يحمله * فضلعت بخطوب البين أضلعه * * يكفيك من روعة التفنيد أن له * من النوى كل يوم ما يروعه * * ما آب من سفر إلا وأزعجه * رأي إلى سفر بالرغم يجمعه * * تأبى المطالب إلا أن تجشمه * للرزق كدحا وكم ممن يودعه * * كأنما هو من حل ومرتحل * موكل بفضاء الأرض يذرعه * * إذا الزمان أراه في الرحيل غنى * ولو إلى السند أضحى وهو مربعه * * وما مجاهدة الإنسان واصلة * رزقا ولا دعة الإنسان تقطعه * * قد وزع الله بين الناس رزقهم * لم يخلق الله من خلق يضيعه * * لكنهم كلفوا رزقا فلست ترى * مسترزقا وسوى الغايات تقنعه * * والحرص في الرزق والأرزاق قد قسمت * بغي ألا إن بغي المرء يصرعه * * والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه * أربا ويمنعه من حيث يطمعه * * أستودع الله في بغداد لي قمرا * بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه * * ودعته بودي أن يودعني * صفو الحياة وأني لا أودعه * * وكم تشفع في أن لا أفارقه * وللضرورة حال لا تشفعه * * وكم تشبث في خوف الفراق ضحى * وأدمعي مستهلات وأدمعه * * لا أكذب الله ثوب العذر منخرق * عني بفرقته لكن أرقعه) * (إني أوسع عذري في جنايته * بالبين عني وجرمي لا يوسعه *
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»