الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ٣٩
* وما له في سلبه من أرب * أعجوبة تزري بكل العجب * فأجاب وهو في حمام من الرجز * سألت عن مستحسن مستغرب * عند الأعاريب الكرام النجب * * بأرض نجد ورباع يعرب * لكنه الحضري المعجب * * بيت سرور ونعيم طيب * بيت يرى كالقائم المنتصب * * وتارة كالنائم المحدودب * نجومه طالعة لم تغب * * مقيمة في صحبه والغيهب * يجمع بين مطفئ وملهب * * ما فاض من دمعه المنسكب * فيه انتفاع للمسن والصبي * * يحسن فيه الدهر ترك الأدب * ويستوي الفقير مع ذي النشب * * فيه أناس بمدى كالقضب * حربهم فيه لغير الحرب) * (بلا دم من الجسوم مسرب * ناهيك يا صاح بذا من عجب * ابن شيخ العوينة علي بن الحسين بن القاسم بن منصور بن علي هو الشيخ الإمام العالم الفاضل المتبحر المفتي العلامة الأصولي الفقيه النحوي الكامل زين الدين أبو الحسن ابن الشيخ جمال الدين ابن الشيخ شمس الدين ابن الشيخ جمال الدين ابن الشيخ زين الدين شيخ العوينة الموصلي كان هذا الشيخ زين الدين الأعلى من أهل الثروة والسعادة بالموصل فآثر الانقطاع والعزلة فأوى إلى الجبانة بباب الميدان ظاهر الموصل ولا ماء هناك إلا من آبار محفورة طول البئر خمسون ذراعا وستون ذراعا وأكثر وأقل وكان الشيخ زين الدين المذكور يتوجه كل يوم إلى الشط ويملأ إبريقين ويحملهما ويجيء بهما لأجل شربه ووضوئه فمكث على ذلك مدة وهو يقاسي مشقة لبعد المسافة فلما كان في ليلة رأى النبي صلى الله عليه وسلم أو الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول له إحفر عندك حفيرة يظهر لك الماء فلما انتبه استبعد ذلك لأن الآبار هناك بعيدة الغور ولبث مدة فرأى تلك الرؤيا فاستبعد ذلك ولبث مدة ثم رأى تلك الرؤيا وقال لو حفرت بعكازك طلع لك الماء فقص ذلك على بعض أصحابه وحفر في ذلك المكان تقدير ثلاثة أذرع أو أكثر فأجرى الله تعالى له هناك عينا وهي مشهورة هناك فمن ثم قيل له شيخ العوينة وكان من الصلحاء
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»