الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ٣٧
* وقد علا ليمونها اصفراره * كمستهام خانه اصطباره * * كأنه في القضب الموايل * كرات عاج أو نضال نازل * * كأنما النارنج ما بين الثمر * إذا بدا للناظرين في الشجر * * نجوم تبر في سماء سندس * لحسنه يحدث طيب الأنفس * * وقد بدا الأترج في الأشجار * مثل قناديل من النضار * * وقد زها رمانها مع ما زها * لما حوى حسنا وطيبا وبها) * (فهو كأحقاق على الأغصان * قد أدعت حبا من المرجان * * والسرو ما بين مياه تجري * كمثل غيد في ثياب خضر * * والنخل ما بين الرياح باسق * والطير في أوكارها نواطق * * والقبج والدراج والشحرور * والصعو والشفنين والزرزور * * والغر والفاخت والطاووس * كأنه بينهما عروس * * والبط والسمان بين النعنيط * بعضهم ببعضهم قد اختلط * * تلهيك منهم نغمة القماري * عن نغمات الناي والأوتار * * فبعضهم كأنه يحاسب * وبعضهم كأنه يطالب * * وبعضهم كأنه يفكر * وبعضهم على الغصون يصفر * * فقال لي أقصر عن الوصف فقد * وصفت ما لست تراه من أحد * * وأنت مع ذا للصبوح عاشق * وأنني إلى الغبوق تائق * * فقلت خذ ما في الغبوق من نكد * واسمع وكن لما أقول معتقد * * إن كان صعلوكا وكان في الشتا * وأقبل الليل عليه وأتى * * ولم يعره حيطة جيرانه * وبات في منزله إخوانه * * فلم يزل في لذة وقصف * وفي جميع ما يفوت وصفي * * من حادثات الدهر في أمان * وفي سرور ونعيم دان * * وبعضنا لبعضنا مؤات * حتى رمانا الدهر بالشتات *
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»