* منهل الواردين ذخر اليتامى * كم فقير أغنى وفك أسيرا * * ملك ما تراه يوما عبوسا * عند بذل الندى ولا قمطريرا * * وإذا ما استشاط في الحرب غيظا * كان يوما على العداة عسيرا * * يا مليكا أفاده الله علما * ونعيما جما وملكا كبيرا * * لم أكن قبل خدمتي ودعائي * لك شيئا ولم أكن مذكورا * * أسمعتني نعماك بل بصرتني * فتيممتها سميعا بصيرا * * عش سعيدا وانحر أعاديك واسلم * كل عيد مؤيدا منصورا * ومنه في مليحة عمياء وهو بديع من السريع * علقتها نجلاء مثل المهى * فخان فيها الزمن الغادر * * أذهب عينيها فإنسانها * في ظلمة لا يهتدي حائر * * تجرح قلبي وهي مكفوفة * وهكذا قد يفعل الباتر * * نرجس اللحظ غدا ذابلا * وا حسرتا لو أنه ناضر * قلت ولله القائل في عمياء لقد أجاد من البسيط * قالوا تعشقتها عمياء قلت لهم * ما شانها ذاك في عيني ولا قدحا * * بل زاد وجدي فيها أنها أبدا * لا تنظر الشيب في فودي إذا وضحا * * إن يجرح السيف مسلولا فلا عجب * وإنما أعجب لسيف مغمد جرحا * * كأنما هي بستان خلوت به * ونام ناطوره سكران قد طفحا * * تفتح الورد فيه من كمائمه * والنرجس الغض فيه بعدما انفتحا * واختلست أنا هذا فقلت من السريع * ورب أعمى وجهه روضة * تنزهي فيها كثير الديون * * في خده ورد غنينا به * عن نرجس ما فتحته العيون * وقلت أيضا من الطويل * أيا حسن أعمى لم يجد حد طرفه * محب غدا سكران فيه وما صحا * * إذا طال قلب يرتعي في خدوده * غدا آمنا من مقلتيه الجوارحا *
(٢٤٢)