الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ٢٤٦
قال الصولي لا أعرف أنه وزر لبني العباس وزير يشبهه في زهده وعفته وحفظه القرآن وعلمه بمعانيه وكان يصوم نهاره ويقوم ليله ولا أعلم أنني خاطبت أحدا أعلم منه بالشعر وكان يوقع بيده في جميع ما يحتاج إليه ولما عزل في وزارته الثانية وولي ابن الفرات لم يقنع المحسن بن أبي الحسن بن الفرات إلا بإخراجه عن بغداد فتوجه إلى مكة وأقام بها مهاجرا وقال في نكبته من الطويل) * ومن يك عني سائلا لشماتة * لما نالني أو شامتا غير سائل * * فقد أبرزت مني الخطوب ابن حرة * صبورا على أهوال تلك الزلازل * * إذا سر لم يبطر وليس لنكبة * إذا نزلت بالخاشع المتضائل * ولما حبس كان يلبس ثوبه ويتوضأ للصلاة ويقوم ليخرج لصلاة الجمعة فيرده المتوكلون فيرفع يده إلى السماء ويقول اللهم اشهد لي أنني أريد طاعتك ويمنعني هؤلاء وأشار على المقتدر أن يقف العقار ببغداد على الحرمين والثغور وغلتها ثلاثة عشر ألف دينار في كل شهر والضياع الموروثة بالسواد وغلتها نيف وثمانون ألف دينار ففعل ذلك وأشهد على نفسه الشهود وأفرد لهذه الوقوف ديوانا وسماه البر وخدم السلطان سبعين سنة لم يزل فيها نعمة عن أحد وأحصي له أيام وزارته نيف ثلاثون ألف توقيع من الكلام السديد ولم يقتل أحدا ولا سعى في دمه وكان على خاتمه من المجتث * لله صنع خفي * في كل أمر يخاف * وعزى ولدي القاضي أبي الحسن عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف فلما أراد الانصراف قال مصيبة قد وجب أجرها خير من نعمة لا يؤدى شكرها وكان يجري على خمسة وأربعين إنسان جرايات تكفيهم الأمير الكبير علي بن عيسى بن ماهان الأمير كأم من كبار قواد الدولة هو الذي أشار على الأمين بخلع المأمون وقتل طاهر بن الحسين بظاهر الري في حدود المائتين
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»