وقال لي نظمت بيتا مفردا من ثمان عشرة سنة وزدت عليه الآن في هذه السنة وكانت سنة سبع وأربعين وسبع مائة وأنشدنيهما من لفظه وهما من الوافر * لعمرك إن لي نفسا تسامى * إلى ما لم ينل دارا بن دارا * * فمن هذا أرى الدنيا هباء * ولا أرضى سوى الفردوس دارا * فأعجباني وقلت في مادتهما دون مدتهما إلا أن بيتيه أحسن وأصنع من قولي من الوافر * لعمرك إن للباقي التفاتي * وما لي نحو ما يفنى طريقه * * أرى الدنيا وما فيها مجازا * وما عندي سوى الأخرى حقيقة * علاء الدين الكحال الصفدي علي بن عبد الكريم بن طرخان بن تقي الشيخ علاء الدين أبو الحسن ابن مهذب الدين الحموي الصفدي وكيل بيت المال بصفد كان شكلا حسنا أحمر الوجه منور الشيبة كان يعرف بعلاء الدين الكحال رأيته غير مرة بصفد له تصانيف منها كتاب القانون في أمراض العين) وكتاب الأحكام النبوية في الصناعة الطبية وكتاب مطالع النجوم في شرف العلماء والعلوم وله غير ذلك من المجاميع الحديثية توفي رحمه الله في حدود العشرين وسبع مائة بصفد أظنه في سنة تسع عشرة أو ما قبلها أو ما بعدها ابن غالب علي بن عبد الكريم المعروف بابن غالب من أبناء المهدية بها تأدب قال ابن رشيق شاعر مذكور كثير الافتنان واسع العطن في أنواع علوم الدين والدنيا قدير في التطويل وركوب القوافي الصعبة العويصة سريع الصنعة يذهب في الشعر كل مذهب وينحو في الرجز نحوا عجيبا ويتعرب كثيرا وأنا اقتصر من كلامه على ما جانس الوقت وناسب الطبقة ومن ذلك قوله أول قصيدة من الطويل * دموع بأسرار المحب نواطق * وقلب لما يلقى من الشوق خافق * * يذكرني أهل الحمى كل ليلة * خيال لهم تحت الدجنة طارق * * ولي بعد نومات الخلي من الهوى * حقوق سجاياها الدموع الدوافق *
(١٧٥)