الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ١٨٠
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقصا عليه قصتهما فقال لصاحب الثلاثة قد عرض لك صاحبك ما عرض وخبزه أكثر من خبزك فارض بالثلاثة قال لا والله لا رضيت منه ألا بمر الحق فقال له علي ليس لك في مر الحق إلا درهم واحد وله سبعة قال الرجل سبحان الله يا أمير المؤمنين هو يعرض علي ثلاثة ولم أرض فأشرت علي بأخذها) فلم أرض وتقول لي الآن لا يجب لك في مر الحق إلا درهم واحد فقال له علي عرض عليك صاحبك أن تأخذ الثلاثة صلحا فقلت لا أرضى إلا بمر الحق ولا يجب لك في مر الحق إلا واحد فقال له الرجل فعرفني في مر الحق حتى أقبله فقال علي أليس الثمانية الأرغفة أربعة وعشرين ثلثا أكلتموها وأنتم ثلاثة أنفس ولا نعلم الأكثر منكم أكلا ولا الأقل فتحملون في أكلكم على السواء قال بلى قال فأكلت أنت ثمانية أثلاث وإنما لك تسعة أثلاث وأكل صاحبك ثمانية أثلاث وله خمسة عشر ثلثا أكل منها ثمانية وبقي له سبعة وأكل لك واحدا من تسعة فلك واحد بواحدك وله سبعة بسبعته فقال الرجل رضيت الآن وكان معاوية يكتب فيما ينزل به ليسأل به علي بن أبي طالب عن ذلك فلما بلغه قتله قال ذهب الفقه والعلم بموت علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له عتبة أخوه لا يسمع هذا أهل الشام فقال دعني عنك وكان يأخذ في الجزية من أهل كل صناعة من صناعته وعمل يده يأخذ من أهل الإبر الإبر والمساك والخيوط والحبال ويقسمها بين الناس وكان لا يدع في بيت المال مالا يبيت حتى يقسمه إلا أن يغلبه شغل فيصبح إليه وهو يقول يا دنيا لا تغريني غري غيري هذا جناي وخياره فيه وكل جان يده إلى فيه وعن مجمع التيمي أن عليا قسم ما في بيت المال بين المسلمين ثم أمر به فكنس ثم صلى فيه رجاء أن يشهد له يوم القيامة وثبت عن الحسن بن علي من وجوه أنه قال لم يترك أبي إلا ثمانماية درهم فضل من عطائه كان يعدها لخادمة يشتريها لأهله وعن عبد الله بن أبي الهذيل قال رأيت عليا خرج علينا وعليه قميص غليظ رازي إذا مد كم قميصه بلغ إلى الظفر وإذا أرسله صار إلى نصف الساعد وكان يطوف في الأسواق ومعه درة يأمرهم بتقوى الله وصدق الحديث وحسن البيع والوفاء في الكيل والميزان وقال هارون بن إسحاق سمعت يحيى بن معين يقول من قال أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعرف لعلي سابقته وفضله فهو صاحب سنة ومن قال أبو بكر وعمر وعثمان وعرف لعثمان سابقته وفضله فهو صاحب سنة فذكرت له هؤلاء الذين يذكرون أبا بكر وعمر وعثمان ويسكتون فتكلم فيهم بكلام غليظ قال ابن عبد البر وقف جماعة من أئمة أهل السنة في علي وعثمان فلم يفضل واحدا
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»