ودعا إلى نفسه وبويع بالخلافة في سنة خمس وتسعين ومائة واشتغل عنه الأمين بمحاربة أخيه المأمون وقيل أنه أريد على الخروج فأبى فحفر له خطاب ابن وجه الفلس الدمشقي مولى الوليد بن عبد الملك وأصحابه سربا تحت بيته ودخلوه في الليل ونادوه اخرج فقد آن لك أن تخرج فقال هذا شيطان فأتوه في الليلة الثانية والثالثة فنادوه كذلك فوقع في نفسه فخرج لما أصبح فقال الإمام أحمد أفسدوه وبايعه أهل الشام وحمص وقنسرين والسواحل إلا القيسية فنهب دورهم وأحرقها وقتلهم وكانت مضر معه وكان أصحابه ينادون في الأسواق قوموا فبايعوا المهدي المختار الذي اختاره الله علي بني هاشم الأشرار وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثمان وتسعين ومائة وكان أبو العميطر يفخر بنفسه ويقول أنا ابن شيخي صفين السجاد العباسي علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي أبو محمد السجاد والد محمد وعيسى وداود وسليمان وعبد الصمد وصالح وعبد الله ولد أيام قتل علي بن أبي طالب فسمي باسمه وتوفي سنة ثمان عشرة ومائة روى عن أبيه وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وابن عمر وجماعة وروى له مسلم والأربعة وكان وسيما جسيما طويلا إلى الغاية جميلا مهيبا ذا لحية مليحة يخضب بالوسمة ذكر الأوزاعي أنه كان يسجد كل يوم ألف سجدة وقال عبد الملك لا لاحتمل لك الاسم والكنية جميعا فغيره وكناه أبا محمد وقيل أنه كان له خمس مائة شجرة يصلي عند شجرة ركعتين وكان كبير القدمين إلى الغاية سكن الحميمة من البلقاء وهو جد الخلفاء بني) العباس وهو أصغر ولد أبيه وأجمل قرشي على وجه الأرض وكان يدعى ذا التفنات قال المبرد ضرب بالسياط مرتين ضربه الوليد بن عبد الملك في تزوجه لبابة
(١٣١)