الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٠ - الصفحة ١٤١
قال وكرامات الأولياء حق ووافقه على ذلك من بعده من الأشاعرة خلا الأستاذ أبا إسحاق الأسفراييني فإنه وافق المعتزلة في إنكارهم وهو عجيب منه قال الشيخ أبو الحسن الإيمان بما جاء في القرآن والسنة من الإخبار عن الأمور الغائبة عنا مثل القلم واللوح والعرش والكرسي والجنة والنار حق وصدقة وكذلك الإخبار عن الأمور التي ستقع في الآخرة مثل سؤال القبر والثواب والعقاب فيه والحشر والمعاد والميزان والصارط وانقسام فريق في الخلد وفريق في السعير كل ذلك حق وصدقة ويجب الإيمان والاعتراف به قال والإمامة تثبت بالاتفاق والاختيار دون النص والتعيين على واحد معين إذ لو كان نص لظهر عادة ولتوفرت الدواعي على نقله قال والأئمة مترتبون في الفضل ترتبهم في الإمامة ولا أقول في عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم إلا أنهم رجعوا عن الخطأ وأقول إن طلحة والزبير من العشرة المبشرين بالجنة وأقول في معاوية وعمرو بن العاص انهما بغيا على الإمام الحق علي بن أبي طالب فقاتلهما مقاتلة أهل البغي قال وأقول إن أهل النار هم الشراة المارقون عن الدين لخبر النبي عليه السلام وأقول إن كان عليا على الحق في جميع أحواله والحق معه حيث دار فهذه جملة مختصرة من اعتقاد الشيخ أبي الحسن الأشعري والأشاعرة يسمون الصفائية لإثباتهم صفات الله تعالى القديمة وافترقت الصفاتية في الألفاظ التي وردت في القرآن والسنة كالاستواء والنزول والإصبع واليد والقدم والصورة والجنب والمجئ على فرقتين فرقة تأولت جميع الألفاظ التي وردت في القرآن على وجوه محتملة اللفظ وفرقة لم يتعرضوا للتأويل ولا صاروا إلى التشبيه وهؤلاء هم الأشعرية الأثرية فالفرقة الأولى قالوا هذه الألفاظ لا يمكن إجراؤها على ظاهرها فإنه كفر ولا يمكن التوقف فيا فلا بد من تأويلها بما يحتمله اللفظ وهذا الصحيح من مذهب الأشعري في أحد قوليه وهو مذهب أصحابه عبد الله بن سعيد الكلابي وأبي العباس القالنسي وغيرهما وهؤلاء هم ضد الحشوية مثل هضر وكهمس وأحمد الهجيمي وغيرهم فان أبا الحسن الأشعري حكى عن محمد بن عيسى بن غوث عنهم أنهم أجازوا
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»