الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٠ - الصفحة ١٤٠
وماهية الرؤية له فيها رأيان أحدهما انه علم مخصوص يتعلق بالوجود دون العدم والثاني انه إدراك وراء العلم وأثبت السمع والبصر صفتين أزليتين هما إدراكان وراء العلم وأثبت اليدين والوجه صفات خبرية ورد السمع بها فيجيب الاعتراف به وخالف المعتزلة في الوعد والوعيد والسمع والعقل من كل وجه وقال الإيمان هو التصديق بالقلب والقول باللسان والعمل بالأركان فروع الإيمان ومن صدق بالقلب أي أقر بوحدانية الله تعالى واعترف بالمرسل تصديقا لهم فيما جاؤوا به فهو مؤمن قال وصاحب الكبيرة إذا خرج من الدنيا من غير توبة حكمه إلى الله عز وجل أما أن يغفر له برحمته أو يشفع له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما أن يعذبه بعدله ثم يدخله الجنة برحمته ولا يخلد في النار مؤمن قال ولا أقول إنه يجب على الله قبول توبته بحكم العقل لأنه هو الموجب لا يجب عليه شيء أصلا بل قد ورد السمع بقبول توبة التائبين وإجابة دعوة المضطرين وهو المالك لخلقه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد فلو أدخل الخلائق بأجمعه النار لم يكن جورا ولو أدخلهم الجنة لم يكن حيفا ولا يتصور منه ظلم ولا ينسب إليه جور لأنه المالك المطلق قال والواجبات كلها سمعية فلا يوجب العقل شيئا البتة ولا يقضي تحسينا ولا تقبيحا فمعرفة الله تعالى وشكر المنعم وإثابة الطائع وعقاب العاصي كل ذلك بحسب السمع دون العقل قال الله تعالى * (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) * [الإسراء 15] قال ولا يجب على الله شيء لا صلاح ولا أصلح ولا ألطف بل الثواب والصلاح واللطف والنعم كلها تفضل من الله تعالى قال ولا يرجع إليه نفع ولا ضرر ولا ينتفع بشكر شاكر ولا يتضرر بكفر كافر بل يتعالى ويتقدس عن ذلك قال وبعث الرسل جائز لا واجب ولا مستحيل فإذا بعث الرسول وأيد بالمعجزة الخارقة للعادة وتحدى ودعا وجب الإصغاء إليه والاستماع منه وامتثال أوامره والانتهاء عند نواهيه
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»