الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٠ - الصفحة ١٣٩
له هذا يوجب أن يكون الله تعالى مطيعا لعبده إذا أعطاه الإرادة فقال نعم يكون مطيعا فخالف الإجماع بإطلاق هذه اللفظة على الله تعالى ولو جاز أن يطلق عليه كون مطيعا لعبده لجاز أن يطلق عليه كونه خاضعا وخاشعا له وهذا كفر والذي يعتقده الشيخ أبو الحسن الأشعري هو أن البارئ تعالى عالم بعلم قادر بقدرة حي بحياة مريدة بإرادة متكلم بكلام سميع بسمع بصير ببصر وهل هو باق ببقاء فيه خلاف عنه وأن صفاته أزلية قديمة بذاته تعالى لا يقال هي هو ولا هي غيره ولا لا هي هو ولا غيره وعلمه واحد يتعلق بجميع المعلومات وقدرته واحدة تتعلق بجميع ما يصح وجوده وإرادته واحدة تتعلق بجميع ما يقبل الاختصاص وكلامه واحد هو أمر ونهي وخبر واستخبار ووعد ووعيد وهذه الوجوه راجعة إلى اعتبارات في كلامه لا إلى نفس الكلام والألفاظ المنزلة على لسان الملائكة إلى الأنبياء دلالات على الكلام الأزلي فالمدلول وهو القرآن المقروء قديم أزلي والدلالة وهي العبارات والقراءة مخلوقة محدثة قال وفرق بين القراءة والمقروء والتلاوة والمتلو كما أنه فرق بين الذكر والمذكور قالوا الكلام معنى قائم بالنفس والعبارة دالة على ما في النفس وإنما تسمى العبارة كلاما مجازا قال أراد الله تعالى جميع الكائنات خيرها وشرها ونفعها وضرها ومال في كلامه إلى جواز تكليف ما لا يطاق لقوله إن الاستطاعة مع الفعل وهو مكلف بالفعل قبله وهو غير مستطيع قبله على مذهبه قال وجميع أفعال العباد مخلوقة مبدعة من الله تعالى متكتبسة للعبد والكسب عبارة عن الفعل القائم بمحل قدرة العبد قال والخالق هو الله تعالى حقيقة لا يشاركه في الخلق غيره فأخص وصفه هو القدرة والاختراع وهذا تفسير اسمه تعالى قال وكل موجود يصح أن يرى والباري تعالى موجود فيصح أن يرى وقد صح السمع بأن المؤمنين يرونه في الدار الأخرى في الكتاب والسنة قال الله تعالى * (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) * [القيامة 22] وقال عليه السلام إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة بدره لا تضامون من رؤيته وقال لا يجوز أن يرى في مكان ولا صورة مقابلة واتصال شعاع فان ذلك كله محال
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»