القاسم ترى لو وقفوا هؤلاء هذه المدة الطويلة على باب ملك الروم ما رحمهم فكيف تظن بمن هو أرحم الراحمين وبكى 3 (الزواق)) عبد الواحد بن فتوح الزواق وبعض الناس يقول فيه المنبز وهو كتامي نشأ بتونس وبها تأدب قال ابن رشيق في الأنموذج هو شاعر مفلق قوي أساس الشعر كأنه أعرابي بدوي يتكلف بعض التكلف وفي قصائده طول عريان الظاهر من حلية الأدب لغفلة في طبعه وثقل في سمعه ضمني وإياه مجلس مذاكرة ومعه غلام من ولد عبد الله بن غنجة الكاتب وكان مفتونا به فجفا علي بعض كلام الغلام ورابه ذلك مني فقال الزواق بعد ذلك ما تراه يصنع فقال له * إن يكن خيرا فأنت له * أو يكن شرا فدعه لنا * * نتقي عنك السهام ولا * بد منها أن تلم بنا * وبلغني ذلك فكتبت إليه من فوري وكانت له عندي مقدمات سوء * أيهذا المدعي لسنا * كف من غربي أنا وأنا * * أرأيت الضغن كيف بدا * ورأيت الشر كيف رنا * * بعتني وكسا بلا ثمن * كيف لو أعطيت بي ثمنا * * لا ترد شتمي ومنقصتي * إنما المغبون من غبنا * ومما أورده للزواق في وصف ديك) * وهب لأطيار ذو خبرة * عنه بما يعرب عن خبرها * * فنص جيدا ورقا منبرا * دار الذي عود من خدرها * * واستفتح الصوت بتصفيقه * استفتاح ذات الطارفي شعرها * * فبلبل البلبل في غصنه * وأرق الورقاء في وكرها * * كأنما توج ياقوتة * فاتخذ الشنفين من شطرها * * كأنما يخطر في حلة * من عدني الوشي لم يشرها * وقوله في وصف فرس
(١٧٩)