الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٨ - الصفحة ٩٦
ولما أمر له بها عمر أحبها وآثرها على نسائه فشكونه إلى عائشة فعاتبته على ذلك فقال والله لكأني أرتشف بأنيابها حب الرمان فأصابها مرض وقع له فوها فجفاها حتى شكته إلى عائشة فقالت له يا عبد الرحمن لقد أحببت ليلى وأفرطت وأبغضتها فأفرطت فإما أن تنصفها وإما أن تجهزها إلى أهلها فجهزها إلى أهلها ومن شعره فيها الوافر * وقالت يا ابن عم استحي مني * ولا بقيا إذا ذهب الحياء * ومنه أيضا المديد * يا ابنة الجودي قلبي كئيب * مستهام عندها لا يؤوب * * جاورت أخوالها حي عك * فلعك من فؤادي نصيب * * ولقد قلت ملن لام فيها * إن من تلحون فيه حبيب * وشهد الجمل مع عائشة وكان أخوه محمد يومئذ مع علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين ولما قعد معاوية على المنبر ودعا إلى بيعة يزيد كلمه الحسين بن علي وابن الزبير وأما عبد الرحمن هذا فقال له أهرقلية إذا مات كسرى كان كسرى مكانه لا نفعل والله أبدا وبعث إليه معاوية بمائة ألف درهم بعد أن أبى البيعة فردها وقال أبيع ديني بدنياي وخرج إلى مكة فمات بها قبل أن تتم البيعة ليزيد يقال إنه مات في نومة نامها وظعنت أخته عائشة من المدينة حاجة ووقفت على قبره فبكت وتمثلت الطويل * وكنا كندماني جذيمة حقبة * من الدهر حتى قيل لن يتصدعا * * فلما تفرقنا كأني ومالكا * لطول اجتماع لم نبت ليلة معا * أما والله لو حضرتك لدفنتك حيث مت ولو حضرتك ما بكيت وروى له الجماعة)) 3 (عبد الرحمن الهذلي)) عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي أحد الأعلام قال أبو حاتم تغير قبل موته بيسير سنة أو سنتين وكان أعلم أهل زمانه بحديث ابن مسعود وتوفي في حدود الستين ومائة وروى له الأربعة 3 (أبو سعيد البصري)) عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم شيخ بصري
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»