* والنار في أحشائها كمتيم * أضحى الغريق بهاطل الأجفان * * أو مثل شمس الأفق في كبد السما * ممطورة ممنوعة الدوران * وكان شرف الدين التيفاشي حاضرا فقال الكامل * فوراة بالماء يفتن حسنها * ببديع منظرها وحسن صفاء) * (فالنار فوق الماء عنصر كونها * فاعجب لهذا النار تحت الماء * 3 (ابن الرفاء)) عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن بن محمد بن منصور بن خلف الإمام العلامة الأديب الشاعر شيخ الشيوخ شرف الدين أبو محمد ابن القاضي أبي عبد الله الأنصاري الأوسي الدمشقي ثم الحموي الشافعي الصاحب ابن قاضي حماة ويعرف بابن الرفاء ولد سنة ست وثمانين وخمس مائة بدمشق وتوفي سنة اثنتين وستين وست مائة ورحل به والده وسمعه جزء ابن عرفة من ابن كليب والمسند كله من عبد الله بن أبي المجد الحربي وحدث بالجزء نحوا من ستين مرة بدمشق وحماه وبعلبك ومصر وروى المسند غير مرة قرأه عليه الشيخ شرف الدين الفزاري وغيره وقرأ الكثير من كتب الأدب على الكندي وسمع من جماعة وبرع في العلم والأدب وكان من الأذكياء المعدودين وله محفوظات كثيرة وسكن بعلبك مدة وسمع بها من البهاء عبد الرحمن وحدث معه وسكن دمشق مدة ثم سكن حماه وكان صدرا كبيرا نبيلا معظما وافر الحرمة كبير القدر روى عنه الدمياطي وأبو الحسين وأبو العباس ابن الظاهري وقاض القضاة بدر الدين ابن جماعة وجماعة كثيرة قال الشيخ شمس الدين قرأت له عدة قصائد على تاج الدين عبد الخالق قرأها عليه قلت لا أعرف في شعراء الشام من بعد الخمس مائة وقبلها من نظم أحسن منه ولا أجزل ولا أفصح ولا أصنع ولا أسرى ولا أكثر فإن له لزوم ما لا يلزم مجلد كبير وما رأيت له شيئا إلا وعلقته لما فيه من النكت والتورية القاعدة والقوافي المتمكنة والتركيب العذب واللفظ الفصيح ولمعنى البليغ فمن ذلك قوله الوافر * غدوت فكنت شمسي في صباحي * ورحت فكنت بدري في مسائي *
(٣٣٤)