الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ٢٩٨
) * زهر الوجوه كأن البدر جر على * حيطانها البيض من أنواره عذبا * * والنهر كالجوارق العين بهجته * تهز منه الصبا هندية قضبا * * تراه من فضة حينا فإن طلعت * عليه شمس الضحى أبصرته ذهبا * * صفا وراق فلولا أنه نهر * أمسى سماء يرينا في الدجى شهبا * * كأنما الجو مرآة به صقلت * زرقاء تحسب فيها زهرها حببا * * ما روضة الحزن حلى القطر لبتها * ومدت الشمس في حافتها طنبا * * يوما بأبهج مرأى منه إن رقصت * حدائق الحسن في أرجائه طربا * وكتب إلى أبي الربيع بن سالم يطلب منه جزءا من نسب الأشراف للبلاذري من الكامل * ابعث إلي أبا الربيع صحيفة * قد راق منظرها وطاب ثناها * * مهما تصخ أسماعنا لحديثها * فنفوسنا تصبو إلى رؤياها * * أضحت تحدث عن أناس أصبحوا * رمما يذكرك الردى مثواها * * أظفر يدي منها بعلق مضنة * كمين موسى أظفرت بعصاها * * أو كالقميص أتى النبي مبشرا * فأزاح عن عين النبي عماها * فأجاب أبو الربيع بأبيات منها من الكامل * أهدى إلى النفس المشوق مناها * وأعاد نضرة أنسه وثناها * * طرس أتى والمجد بعض حداته * يحوي نظائر فاقت الأشباها * * حيي بها ودي سلافا مزة * طابت مذاقتها وطاب شذاها * وهي أبيات طويلة جيدة وكان أبو محمد قد كتب قوله علق مضنة بظاء ثم إنه تذكر ذلك بعد إنفاذها فكتب إلى أبي الربيع ابن سالم من الكامل * قل للفقيه أبي الربيع وقد جرى * قلمي فأصبح بالصواب ضنينا * * أبشر بفضلك ظاء كل مضنة * سألته كفي فاستحال ظنينا * فكتب أبو الربيع جوابه من اكامل * حسن بإخوان الصفاء ظنونا * ليس الصجي على الصديق ضنينا * * ما دار في خلدي سوى غلط جرى * حاشاك تفلى بالصواب ضنينا * * وقد بشرت مشال كل مضنة * لما أتت حتى بشرت النونا *
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»