الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ٢٩٧
) * وكتائب ضاق الفضاء بحملها * برئت بها لمتونة من حمير * وأول هذه الأبيات من الكامل * طلعت كبدر التم لاح لمبصر * غيداء تبسم عن نفيس الجوهر * * وتنفست فكأن نفح مدامة * شيبت روائحها بمسك أذفر * * عجبت لرامية القلوب بأسهم * أبدا تفوق من قسي المحجر * * سفرت كما وضح الصباح فقابلت * بدر السماء ببدر أرض نير * ومنه من الكامل * أهلا بساحرة الجفون وقد أتت * لزيارتي تمشي على استحياء * * خافت عيون وشاتها فتلفعت * حذر الرقيب ببردة الظلماء * * وأتتك ببن لداتها فكأنها * قمر وهن كواكب الجوزاء * وقال في أعور غمت حدقته السليمة حمرة إلا يسير بياض كالخط الدائر بها وقاله ارتجالا من السريع * لم تر عيني مثل عين غدت * لا تعرف السهد من الغمض * * فازت يد الدهر يتفريقها * من كل مسود ومبيض * * وأبقت الأيم أختا لها * ناكسة الرأس إلى الأرض * * كأنها من حمرة وردة * قد طوقت بالسوسن الغض * وقال في صديق كان يداجيه من الطويل * ومستبطن حقدا وفي حركاته * تصنع مظلوم يدل بظالم * * تصدى لإيناسي بحيلة فاتك * ولاحظني خوفا بطرف مسالم * * تستر عن كشف العداوة جاهدا * كما كمنت في الروض دهم الأراقم * قلت يشبه قول ابن عبدون في ذم الأيام من البسيط * تستربالشيء لكن كي تغر به * كالأيم ثار إلى الجاني من الزهر * ومنه شعره يصف إشبيلية من البسيط * أجل فديتك طرفا في محاسنها * تبصر وحقك منها آية عجبا * * قطر تكنفه من جانبيه معا * مصانع تحمل الأنداء واللهبا *
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»