الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ٢٩٤
* ما الزجر إلا ما يجر خلافه * ليس الذي وسمت به أيامها * * يطفي الحروب إذا توهج جمرها * ولربما خمدت فشب ضرامها * * وإذا أسود الحرب هاج غرامها * عانى بحد المشرفي عرامها * * وإذا بروق المزن لحن كواذبا * صدقت بروق نواله من شامها * ومنها * لما رأيت الدين أظلم وجهه * والحرب قد سدلت عليه قتامها * * أقبلتها شعث النواصي شزبا * جردا تباري في الفلاة سمامها * * من كل مشرفة التليل كأنما * عقدوا بباسقة النخيل لجامها * * وأغر وضاح الحجول مطهم * يجلو إذا خاض الغمار ظلامها * منها * يلقى العداة الرعب قبل لقائه * فيزل قبل قتالها أقدامها * وقال مسليا من هزيمة من الكامل * لا تكترث يا ابن الخلفة إنه * قدر أتيح فما يرد متاحه * * قد يكدر الماء القراح لعلة * ويعود صفوا بعد ذاك قراحه * قلت شعر جيد أبو محمد المرسي الكاتب عبد الله بن محمد بن ذمام أبو محمد الكاتب المرسي من أهل لقنت بفتح اللام والقاف وسكون النون وبعدها تاء ثالثة الحروف سكن مالقة وكان في أول أمره توجه إلى مراكش وتعلق بخدمة أبي الغمر هلال بن الأمير محمد بن مرذنيش فكتب إليه أبوه الأستاذ أبو عبد الله مع رسالة يشعره اللحاق به وقد رغب إليه فيه من الطويل * إلى الحضرة العليا المسير المحقق * بها أمل إن شاءه الله يلحق * * بها كعبة الآمال طوبى لطائف * يقبل أركانا لها ويخلق) * (فطوبى لمن أمسى وقد حط رحله * بساحة باب للهدى ليس يغلق * * وتعسا لمن لم ينظم الدهر شمله * بمراكش الغراء حيث التأنق *
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»