كان لابن الحاج صاحب قرطبة ثلاثة بنون يسمى أحدهم عزون والثاني رحمون والثالث حسنون وكانوا صغارا في حد الحلم وهم من أجمل الناس صورة وكانوا يقرؤون القرآن على المقرئ ويختلفون إليه في الجامع وكان أبو محمد البطليوسي قد أولع بهم ولم يمكنه صحبتهم إذ كان من غير زيهم فكان يجلس في الجامع تحت شجرة كانت في وسطه بكتاب يقرأ فيه يتحين وقت خروجهم ولم يكن له منهم حظ غير ذلك فقال من البسيط * أخفيت سقمي حتى كاد يخفيني * وهمت في حب عزون فعزوني * * ثم ارحموني برحمون فإن ظمئت * نفسي ريق حسنون فحسوني * القاضي ابن عصرون عبد الله بن محمد بن هبة الله بن المطهر بن علي بن أبي عصرون ابن أبي السري قاضي القضاة شرف الدين أبو سعد التميمي الموصلي الفقيه الشافعي أحد الأئمة الأعلام تفقه على القاضي المرتضى الشهرزوري وأبي عبد الله الحسين بن خميس الموصلي وقرأ السبع على أبي عبد الله البارع والعشر على أبي بكر المزرفي والنحو على أبي الحسن بن دبيس ودخل حلب ودرس بها وأقبل عليه صاحبها نور الدين ولما أخذ دمشق ورد معه إليها ودرس بالغزالية ثم عاد إلى حلب وولي قضاء سنجار وحران وديار ربيعة ثم عاد إلى دمشق فولي بها القضاء وبنى له نور الدين المدارس بحلب وحماة وحمص وبعلبك وبنى هو لنفسه مدرسة بحلب وأخرى بدمشق وأضر آخر عمره وهو قاض وصنف جزءا في جواز قضاء الأعمى وهو خلاف مذهبه وفي جوازه وجهان والجواز أقوى لأن الأعمى أجود من الأصم والأعجمي وكتب السلطان صلاح الدين كتابا بخطه إلى القاضي الفاضل يقول فيه إن القاضي قال إن قضاء الأعمى جائز والفقهاء يقولون غير جائز فتجتمع بالشيخ أبي الطاهر بن عوف الأسكندراني وتسأله عما ورد من الأحاديث في قضاء الأعمى ووفي سنة خمس وثمانين وخمسمائة ومن تصانيفه صفوة المذهب في
(٣٠٩)