الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ٢٩٥
فراجعه برسالة يقول فيها من الطويل * بنانك من بحر المعارف تنفق * وذهنك للمعنى البديع موفق * * فنظمك در أنفس الدر دونه * ونثرك مسك طيب العرف يعبق * * وأنت مليك للبلاغة كلها * وراياتها من فوق رأسك نخفق * * ولله بكر بنت عشر زففتها * تعبر عن سحر حلال وتنطق * * تجلت فجلت أن يعارض حسنها * وكيف وفيها للمعالي تأنق * * وما هو إلا أن فضضت ختامها * فهيج بلبالي إليك التشوق * * فيا ليت مر الشوق لم تدر طعمه * ويا ليت هذا البين لم يك يخلق * * فذاك للذات التواصل قاطع * وهذا لشمل الأقربين مفرق * قلت شعره أجود من شعر أبيه بل ما بينهما صيغة أفعل واقترح عليه أبو الغمر المذكور أن يعارض أربعة من أشعار الغناء أولها من الوافر * يخط الشوق شخصك في ضميري * على بعد التزاور خط زور * فقال من الوافر * ملكت الفضل يا نجل ابن سعد * فما لك في الأكارم من نظير * * حسامك حاسم عدو الأعادي * ومالك مذهب عدم الفقير * * ووجهك إن تبدى في ظلام * تجلى عن سنا قمر منير * * لذا سماك من سمى هلالا * لإشراق حبيت به ونور * وثانيها من الطويل * أشاقك طيف آخر الليل من هند * ضمان عليه أن يزور على بعد * فقال من الطويل * حكى دمعها الجاري على صفحة الخد * نثير جمان قد تساقط من عقد * * فقلت لها ما بال دمعك جاريا * فقالت لما في القلب من ألم الوجد * * ولولا لهيب ظل بين جوانحي * يجفف دمعي كان كالسيل في المد) * (وما يطفئ الجمر المضرم في الحشا * سوى وصل مولانا هلال أبي سعد *
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»