الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ٢٨٩
طرفا جيدا مما عنده مات في رجب سنة ستمائة ومن شعره من الرمل * نحن قوم قد تولى حظنا * وأتى قوم لهم حظ جديد * * وكذا الأيام في أفعالها * تخفض الهضب وتستعلي الوهود * * إنما الموت حياة لامرئ * حظه ينقص والهم يزيد * أبو محمد الأشيري عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي الأنصاري أبو محمد الاشيري وأشير بلدة في أطراف) إفريقية كان أحد الأعلام والشيوخ المشهورين كتب بيده الكثير من الحديث والأدب ودخل الأندلس ولقي القاضي عياضا وورد إلى الشرق وحج ودخل مصر والشام وحلب ومات سنة سبعين وخمسمائة وكان يقرأ الحديث فغلط في شيء سبقه إليه لسانه فرده عليه بعض الحاضرين فقبل قوله وقال القارئ أسير المستمع وكان الوزير أبو المظفر ابن هبيرة طلبه من العادل نور الدين الشهيد لما صنف كتاب الإفصاح وجمع أهل المذاهب لأجله وقيل له إنه فقيه مالكي المذهب ولما وصل بغداد أنزله بدار بين الدربين وأنعم عليه وأجرى له الجرايات الحسنة وأكثر مذاكرته ومجالسته وكان قد بحث يوما معه فرد عليه وأغضبه بين الجماعة فقال له الوزير تهذي ليس كلامك بصحيح فمضى الأشيري ولم يعد إلى مجلسه فأرسل إليه حاجبه فلم يحضر فرد الحاجب وقال له إن لم يجئ بعثت إليه ولدي الاثنين فحضر فقال له لا بد أن تقوم بين الجماعة وتخاطبني بما خاطبتك به وحلف على ذلك فلم يفعل فألزمه الوزير والجماعة الحاضرون إلى أن قال للوزير كما قال له واعتذر الوزير إليه ووصله وله كتاب الاشتقاق وكتاب وجوب الطمأنينة أبو محمد الأسلمي عبد الله بن محمد بن عيسى بن وليد الأندلسي النحوي يعرف بابن الأسلمي كنيته أبو محمد كان يختم كتاب سيبويه كل خمسة عشر يوما مرة
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»