الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ١٨٣
كمال الدين الكركي عبد الله بن علي بن سوندك الأديب كمال الدين الكركي شيخ فاضل أديب لغوي كان من نقباء السبع سمع وروى وتوفي سنة تسع وتسعين وستمائة روى نسخة أبي مسهر عن أبي خليل وأول سماعه سنة تسع وأربعين تقي الدين السروجي عبد الله بن علي بن منجد بن ماجد بن بركات الشيخ تقي الدين السروجي أخبرني العلامة أثير الدين أبو حيان قال كان رجلا خيرا عفيفا تاليا للقرآن عنده حظ جيد من النحو واللغة والآداب متقللا من الدينا يغلب عليه حب الجمال مع العفة التامة والصيانة نظم كثيرا وغنى بشعره المغنون والقينات وكان يذكر أنه يكرر على المفصل والمتنبي والمقامات ويستحضر حظا كبيرا من صحاح الجوهري وكان مأمون الصحبة طاهر اللسان يتفقد أصحابه لا يكاد يظهر إلا يوم الجمعة وكان لي به اختلاط وصحبة ولي فيه اعتقاد ودفن لما مات بمقبرة الفخري بجوار من كان يهواه ظاهر الحسينية وهو أحد من تألمت لفقده لعزة وجود مثله في الصحبة رحمه الله وكان يكره أن يخبر أحدا باسمه ونسبه إنتهى قلت لأنه كان يقول لي مع الأصحاب ثلاث رتب أول ما أجتمع بهم يقولون الشيخ تقي الدين جاء الشيخ تقي الدين راح فإذا طال الأمر قالوا راح التقي جاء التقي صبرت عليهم وعلمت أنهم أخذوا في الملل) فإذا قالوا راح السروجي جاء السروجي فذلك آخر عهدي بصحبتهم وقال القاضي شهاب الدين محمود كان يكره مكانا فيه امرأة ومن دعاه يقول شرطي معروف أن لا تحضر امرأة قال كنا يوما في دعوة بعض الأصحاب فكان مما حضر شواء فأدخل إلى النساء ليقطعوه ويضعوه في الصحون فكان يتبرم بذلك ويقول أفيه الساعة يلمسونه بأيديهم وقال الشيخ أثير الدين لما مات قال والد محبوبه والله ما أدفنه إلا في قبر ولدي وهو كان يهواه وما أفرق بينهم في الدنيا ولا في الآخرة لما كان يعتقد الفخري من عفافه ومولده سنة سبع وعشرين وستمائة بسروج وتوفي بالقاهرة رابع شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وستمائة رحمه الله تعالى أنشدني العلامة أثير الدين قال أنشدني المذكور لنفسه من الكامل * أنعم بوصلك لي فلهذا وقته * يكفي من الهجران ما قد ذقته * * أنفقت عمري في هواك وليتني * أعطى وصولا بالذي أنفقته * * يا من شغلت بحبه عن غيره * وسلوت كل الناس حين عشقته *
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»