* كم جال في ميدان حبك فارس * بالصدق فيك إلى رضاك سبقته * * أنت الذي جمع المحاسن وجهه * لكن عليه تصبري فرقته * * قال الوشاة قد ادعى بك نسبة * فسررت لما قلت قد صدقته * * بالله إن سألوك عني قال لهم * عبدي وملك يدي وما أعتقته * * أو قيل مشتاق إليك فقل لهم * أدري بذا وأنا الذي شوقته * * يا حسن طيف من خيالك زراني * من فرحتي بلقاه ما حققته * * فمضى وفي قلبي عليه حسرة * ولو كان يمكنني الرقاد لحقته * وأنشدني قال أنشدني لنفسه من السريع * في الجانب الأيمن من خدها * نقطة مسك أشتهي شمها * * حسبته لما بدا خالها * وجدته من حسنة عمها * وأنشدني قال أنشدني لنفسه من الكامل * دنيا المحب ودينه أحبابه * فإذا جفوه تقطعت أسبابه * * وإذا أتاهم في المحبة صادقا * كشف الحجاب له عز جنابه * * ومتى سقوه شراب أنس منهم * رقت معانيه وراق شرابه) * (وإذا تهتك ما يلام لأنه * سكران عشق لا يفيد عتابه * * بعث السلام مع النسيم رسالة * فأتاه في طي النسيم جوابه * * قصد الحمى وأتاه يجهد في السرى * حتى بدت أعلامه وقبابه * * ورأى لليلى العامرية منزلا * بالجود يعرف والندى أصحابه * * فيه الأمان لمن يخاف من الردى * والخير قد ظفرت به طلابه * * قد أشرعت بيض الصوارم والقنا * من حوله فهو المنيع حجابه * * وعلى حماه جلالة من أهله * فلذاك طارقه العيون تهابه * * كم قلبت فيه القلوب على الثرى * شوقا إليه وقبلت أعتابه * * قد أخصبت منه الأباطح والربا * للزائرين وفتحت أبوابه * وأنشدني قال أنشدني لنفسه من الطويل * معاملة الأحباب بالوصل والوفا * فدع يا حبيبي عنك ذا الهجر والجفا *
(١٨٤)