الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ١٣٧
مؤتزرا وعريانا كم حرمة خدمة له عند أكابر الناس وكم له يد عند جسد ومنه على راس كم شكرته أبشار البشر وكم حك رجل رجل رجل صالح فتحقق هناك أن السعادة لتلحظ الحجر قد ميز بخدمه الفضلاء والزهاد أهله وقبيله شكر على ما يعاب به غيره من طول الفتيلة كم ختم تغسيل رجل بإعطائه براءته يستعملها ويخرج من حمام حار فاستعملها وخرج فكانت به برءة وعتقا بالنار كم أوضح فرقا وغسل درنا مع مشيب فكان الذي أنقى فما أبقى تتمتع الأجساد بتطييبه لحمامه بظل ممدود وماء مسكوب وتكاد كثرة ما يخرجه من المياه أن تكون كالرمح على أنبوبا على أنبوب كم له بينة حر على تكثير ماء يزول به الاشتباه وكم تجعدت فباتت كالسطور في حوض فقل كتاب الطهارة باب المياه كم رأس أنشدت موساه حين أخرجت من تلاحق الأنبات خضرا من الطويل * ولو أن لي في كل منبت شعرة * لسانا يبث الشكر كنت مقصرا * ومن إنشائه أيضا صورة مقامة وهو مما كتب به إلى محيي الدين ابن القرناص الحموي حكى مسافر بن سيار قال لما ألفت النوى عن الإخوان وتساوت عندي الرحلة إلى البين تساوي الرحلة إلى الأوطان وتمادت الغربة تحبوني أهوالها فتزلزل بي الأرض زلزالها وتخرج مني وسن أمثالي اثقالها ولا إنسان يرى أراجي نفسي وآمالها فيقول ما لها ولا يشاهد ما هو أوحى لها الدجة بالغذوة والإعتمام بالإسفار وغرني مع إيماني تقلبي في البلاد وتطلبي لتقويم عيشي المنآد وتحنني إلى الحصول بإرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد فلبثت فيها أياما وشهورا وودت لو كانت سنسن ودهورا وما بلد الإنسان إلا الموافق فيينا أنا منها لو ثلة من الولين ومن الوافدين عليها في قليل من الآخرين وبين سادات من كتابها وأصحاب اليمن من أصحاب اليمين ونحن في نعمة بالإيواء من ظلها إلى ربوة ذات قرار ومعين وإذا بداعي النفير قد أعلن مناديه وارتجل ما ارتجز حاديه فقلت المسير إلى أين قالوا إلى الأين والسفر متى فقيل أتى من الطويل) * وماد دار فيما بيننا أين بيننا * يكون ولكن الزمان غبون * فعقدنا الحبا وجنبنا الجنايب وركبنا الصبا وتسلمتنا من يد الربوة يد الوهاد والربا وكان توجهنا حين أكثرت الجبال من الثلوج الاكتساء والاكتساب وبفضل فتحت فيه السماء
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»