من لفظه ما حرره في أول باب المسح على الخفين وجعل على الكتا ب المذكور ذيلا على نمط كتاب تهذيب الأسماء واللغات يذكر فيه ترجمة لكل من نقل عنه شيء من العلم في الكتاب المذكور ويستوفي الكلام على ما في الكتاب المذكور من اللغات وضبطها وعزمه أن يضمه إلى الكتاب المذكور ليكون في آخره ويعود كلاهما كتابا واحدا ولي تدريس الفقه بالجامع الناصري بقلعة الجبل وهو أول من تكلم به في العلم الشريف في سنة إحدى وثلاثين وولي بعده تدريس المدرسة القطبية الكبرى في بعض شهور سنة أربع وعشرين وسبعمائة وولي تدريس التفسير بالجامع الطولوني فكان شيخه أثير الدين في ربيع الأول سنة خمس وأربعين وسبعائة وولي قضاء مصر في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وأجازني رواية ما يجوز له تسميعه متلفظا بذلك في المدرسة القطبية الكبرى داخل القاهرة في ثامن عشرين شهر رمضان المعظم سنة خمس وأربعين وسبعمائة وأنشدني من لفظه لنفسه من الكامل * قسما بما أوليتم من فضلكم * للعبد عند قوارع الأيام * * ما غاض ماء وداده وثنائه * بل ضاعفته سحائب الإنعام * وأول ما اجتمعت به في المدرسة الشريفية بالقاهرة وقد رحت مع أمير حسين لوداع الشيخ علاء الدين القونوي وقد رسم له بالتوجه لقضاء الشام وكان ذلك في أوائل دخولي إلى القاهرة فالتفت إلي وقال مولانا هو الذي حضر مع الأمير كاتب درج من الشام قلت نعم فقال يا مولانا ما تسأل أنت عن مرفوع ولا منصوب ولا مجرور فقلت بم يرسم مولانا فقال كيف يبنى سفرجل من عنكبوت وعنكبوت من سفرجل فقلت القاعدة في ذلك أن تحذف الزوائد من كل اسم وتبني الصيغة المطلوبة من الأصول فقال كيف يقال في ذلك فقلت أما عنكبوت من سفرجل فتقول فيه عنكبب لأن الواو والتاء زائدتان وأما سفرجل من عنكبوت فتقول فيه سفرجول) أبو الرداد عبد الله بن عبد السلام بن عبيد الله الرداد المؤذن أبو الرداد البصري صاحب المقياس بمصر كان رجلا صالحا وتولى مقياس النيل الجديد بجزيرة مصر وجمع إليه جميع النظر في أمره وما يتعلق به في سنة ست وأربعين ومائتين واستمرت الولاية في ولده إلى الآن توفي سنة تسع وسبعين ومائتين
(١٣٤)