مولاهم الكوفي الحافظ المقرئ أحد الأئمة الأعلام يقال إنه ولد بقرية من طبرستان يقال لها أمه سنة إحدى وستين وتوفي سنة ثمان وأربعين ومائة رأى أنس بن مالك وهو يصلي ولم يثبت أنه سمع منه وكان يمكنه السماع من جماعة من الصحابة وروى عن عبد الله ابن أبي أوفى وأبي وائل وزيد بن وهب وأبي عمرو الشيباني وخثيمة بن عبد الرحمن وإبراهيم النخعي ومجاهد وأبي صالح وسالم بن الجعد وأبي حازم الأشجعي والشعبي وهلال بن يساف ويحيى بن وثاب وأبي الضحى وسعيد بن جبير وخلق كثير من كبار التابعين وحدث عنه أمم لا يحصون قال أبو حفص الفلاس كان يسمى المصحف من صدقه وقال القطان وهو علامة الإسلام وكان صاحب سنة ومع جلالته في العلم والفضل صاحب ملح ومزاح سأله داود الحائك ما تقول في الصلاة خلف الحائك قال لا بأس بها على غير وضوء وقيل ما تقول في شهادة الحائك قال تقبل مع عدلين قال ابن عيينة سبق الأعمش أصحابه بخصال كان أقرأهم لكتاب الله وأحفظهم للحديث وأعلم بالفرائض وقال علي بن سعيد النسوي سمعت أحمد بن حنبل يقول منصور أثبت أهل الكوفة ففي حديث الأعمش اضطراب كثير وذكر أبو بكر ابن الباغندي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قال فقلت يا رسول الله أيهما أثبت في الحديث منصور أو الأعمش فقال منصور منصورا قال وكيع سمعت الأعمش يقول لولا الشهرة لصليت الفجر ثم تسحرت قال الشيخ شمس الدين هذا كان مذهب الأعمش وهو على الذي روى النسائي من حديث عاصم عن زر بن حذيفة قال تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع قلت وقد أكد الإمام فخر الدين رحه مذهب الأعمش ببحث قال منه لو بحثنا عن حقيقة الليل في قوله تعالى ثم أتموا الصيام إلى الليل وجدنا عبارة عن زمان غيبة الشمس بدليل أن الله تعالى سماها بعد المغرب ليلا بعد بقاء الضوء فيه فثبت) أن يكون الأمر من الطرف الأول ومن النهار كذلك فيكون قبل طلوع الشمس ليلا وإن لم يوجد النهار إلا عند طلوع القرص انتهى قلت الصحيح أن الآية الكريمة قد بينت حرمة أكل الصائم في قوله تعالى وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر فقد أبانت غاية الأكل والشرب حتى فهذا نص صريح في غاية مدة أكل الصائم وشربه في الليل والأعمش له نوادر وغرائب روى له الجماعة 3 (ابن مهنا)) سليمان بن مهنا بن عيسى الأمير علم الدين أمير العرب قد مر ذكر
(٢٦٢)