الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٣ - الصفحة ٢٦٧
بدويا ومعه أنحاء سمن فقالت له يا بدوي أتبيع هذا السمن قال نعم قالت أرناه ففتح لها نحيا فنظرت إلى ما فيه ثم ناولته إياه وقالت افتح آخر ففتح فنظرت إليه ثم ناولته إياه فلما شغلت يديه أمرت جواريها فجعلن يركلن برجلهن في استه وجعلت تنادي يا لثارات ذات النحيين وسوف يأتي ذكر عاتكة هذه في حرف العين إن شاء الله في مكانه وكان خولي بكنى أبا صالح وهو أحد فرسان رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد بدرا هو وأخوه عبد الله في قول بعضهم خرج خوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فلما بلغ الصفراء أصاب ساقه حجر فرجع فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وتوفي خوات بالمدينة سنة أربعين للهجرة وهو ابن أربع وتسعين سنة وكان يخضب بالحناء والكتم وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحريم المسكر ما أسكر كثيره فقليله حرام وروى في صلاة الخوف وسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قصته مع ذات النحيين وتبسم فقال يا رسول الله قد رزق الله خيرا وأعوذ بالله من الحور بعد الكور وقال خوات خرجنا حجاجا مع عمر بن الخطاب فسرنا في ركب فيهم أبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف فقال القوم غننا من شعر ضرار فقال عمر ادعوا الله فليغن من بنيات فؤاده يعني من شعره قال فما زلت أغنيهم حتى كان السحر فقال عمر رضي الله عنه ارفع لسانك يا خوات فقد أسحرنا وقال خوات في الجاهلية عند واقعة ذات النحيين * وأم عيال واثقين بعقلها * خلجت لها جارأستها خلجات * * فأخرجته ريان ينطف رأسه * من الرامك المذوم بالمقرات) * (شغلت يديها إذ أرادت خلاصها * بنحيين من سمن ذوي عجرات * * فكانت لها الويلات من ترك سمنها * وإن رجعت صفرا بغير بتات * * فشدت على النحيين كفا شحيحة * على سمنها والفتك من فعلاتي * * وكنت إذا ما القوم هموا بغدرة * تنادوا على اسمي أيا أخا الغدرات *
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»