الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٢ - الصفحة ٢٥٢
* أعوم في بحرك كيما أرى * له على طول المدى قعرا) * (فلا أرى فيه سوى لجة * تسلمني منها إلى أخرى * وقال ابن خلكان كان الشيخ كمال الدين بن يونس رحمه الله يقول إن مخدومه سخط عليه واعتقله ومات في السجن وكان ينشد من المتقارب * رأيت ابن سينا يعادي الرجال * وبالحبس مات أخس الممات * * فلم يشف ما نابه بالشفا * ولم ينج من موته بالنجاة * يريد بالحبس انحباس البطن الذي أصابه ومن شعر الرئيس أبي علي بن سينا من الطويل * أقام رجالا في معارفه ملكي * وأقعد قوما في غوايتهم هلكى * * نعوذ بك اللهم من شر فتنة * تطوق من حلت به عيشة ضنكا * * رجعنا إليك الآن فاقبل رجوعنا * وقلب قلوبا طال إعراضها عنكا * * فإن أنت لم تبرئ شكايا عقولنا * وتصرف عماياها إذا فلمن يشكى * * فقد آثرت نفسي رضاك وقطعت * عليك جفوني من جواهرها سلكا * ومن شعره يصف النفس ولم يكن لغيره مثلها من الكامل * هبطت إليك من المحل الأرفع * ورقاء ذات تعزز وتمنع * * وصلت على كرة إليك وربما * كرهت فراقك فهي ذات تفجع * * محجوبة عن كل مقلة عارف * وهي التي سفرت ولم تتبرقع * * أنفت وما ألفت فلما واصلت * ألفت مجاورة الخراب البلقع * * وأظنها نسيت عهودا بالحمى * ومنازلا بفراقها لم تقنع * * حتى إذا اتصلت بهاء هبوطها * من ميم مركزها بذات الأجرع * * علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت * بين المعلم والطلول الخضع * * تبكي وقد نسيت عهودا بالحمى * بمدامع تهمي ولما تقلع * * حتى إذا قرب المسير إلى الحمى * ودنا الرحيل إلى الفضاء الأوسع * * وغدت تغرد فوق ذروة شاهق * والعلم يرفع كل من لم يرفع * * إن كان أهبطها الإله لحكمة * طويت عن الفطن اللبيب الأروع * * فهبوطها لا شك ضربة لازب * لتكون سامعة بما لم تسمع) * (وتعود عالمة بكل خفية * في العالمين فخرقها لم يرقع * * فلأي شيء أهبطت من شاهق * سام إلى قعر الحضيض الأوضع *
(٢٥٢)
مفاتيح البحث: الموت (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»