الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٢ - الصفحة ٢٢٤
بحتر بن علي بن إبراهيم ابن الحسين بن) إسحاق بن محمد التنوخي هو الأمير ناصر الدين المعروف بابن أمير الغرب هم بيت حشمة ومكارم مقامهم بجبال الغرب من بلاد بيروت هو وآباؤه لهم خدم على الناس وتفضل والحسين بن إسحاق في أجداده هو ممدوح أبي الطيب في القصيدة القافية التي قالها فيها من الطويل * شدوا بابن إسحاق الحسين فصافحت * دفاريها كيرانها والنمارق * وله فيهم أمداح ومراث و كرامة بن بحتر هو الذي هاجر إلى نور الدين الشهيد فأقطعه الغرب وما معه بإمرته فسمي أمير الغرب قال ناصر الدين صاحب هذه الترجمة ومنشوره إلى الآن بخط عماد الدين الكاتب عندنا وتحضر كرامة بعد البداوة وسكن حمص سلحمور من نواحي إقطاعه وهو على تل عال بغير بناء وانتشأ أولاده هناك حصنا ولم يزالوا إلى أن كان الخضر وكان قذى في عين صاحب بيروت أيام الفرنج وشجى في حلقه ورام حصره مرارا فيتوعر الوصول إليه فلما صار الحال إلى أولاده الشباب هادنهم صاحب بيروت وسالمهم وجعلوا ينزلون إلى الساحل وألفوا الصيد بالطير وغيره فراسلهم وطلب الاجتماع بهم في الصيد فتوجه كبارهم وتصيدوا معه إلى آخر النهار فأكرمهم وقدم لهم ضواري وطيورا وكساهم قماشا ولمن معهم وعادوا إلى حصنهم ولم يزل يستدرجهم مرة بعد مرة إلى أن أخرج ابنه معه وهو شاب فقال قد عزمت على زواجه وأدعو له ملوك الساحل وأريدكم تحضرون ذلك النهار فتوجه الثلاثة الكبار وبقي أخوهم الصغير في الحصن ووالدته وجماعة قليلة وتوجهوا إليه وامتلأ الساحل بالشواني والمدينة بالفرنج الغتم وتلقوهم بالشمع والمغاني فلما صاروا في القلعة وجلسوا مع الملوك غدروا بهم وتكاثروا عليهم وأمسكوهم وأمسكوا غلمانهم وغرقوهم وركبوا في الليل ومع صاحب بيروت جميع العسكر القبرسي واشتغلوا بالحصن فانجفل الفلاحون والحريم والصبيان إلى الجبال والشعاب والكهوف وطاولوهم وعلم أهل الحصن بأن الجماعة قد أمسكوهم وغرقوهم ففتحوا الباب فخرجت العجوز ومعها) ولدها الصغير وعمره سبع سنين ولم يبق من بيتهم سوى هذا الصبي واسمه حجي وهو جد والد ناصر الدين ولما حضر السلطان صلاح الدين وفتح صيدا وبيروت توجه إلى خدمته حجي وباس
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»