الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٢ - الصفحة ٢٢١
فلما فسد أمر ابن سهلان ألزم أبو علي بالوزارة لمشرف الدولة أبو علي ابن بهاء الدولة أبي نصر بن عضد الدولة وخلع عليه القباء والسيف والمنطقة ولقب مؤيد الملك سيد الوزراء وتولى الأمور ومشاها أحسن تمشية وأنشأ البيمارستان بواسط ثم شغب الغلمان شغبا أدى إلى القبض عليه وألزم بمائتي ألف دينار فوفى أكثرها وكانت وزارته سنتين ويومين وكانت له أفعال كريمة أيام تصرفه ورعاية مشهورة لأهل وده 3 (الشهراباني الشاعر)) الحسين بن أبي الحسن أبو عبد الله الشهراباني الشاعر من شعره من الكامل * يا بانة الوادي التي سفكت دمي * بلحاظها بل يا فتاة الأجرع) * (مني علي بنظرة فيها رضى * ثم اصنعي ما شئت بي أن تصنعي * * وتحققي أني بحبك مغرم * قول المحق خلاف قول المدعي * * وإذا تواترت الغيوم وأمطرت * منها سحائبها حكتها أدمعي * * وإذا رأيت النار شب وقودها * كلظى الجحيم فمثلها في أضلعي * * لي أن أبثك كل ما ألقاه من * ألم الهوى وعليك أن لا تسمعي * ومنه من المديد * من عذيري من هوى قمر * ظل ينساني وأذكره * * هاجري من غير ما سبب * وأنا بالرغم أعذره * * قلت للعذال إذا أمروا * بسلو عز أيسره * * مالكي في القلب مسكنه * فسلوي أين أضمره * قلت شعر جيد 3 (الأمير ناصر الدين بن حمدان)) الحسين بن الحسن بن الحسين الأمير ناصر الدين حفيد الأمير ناصر الدولة ابن حمدان توثب على الديار المصرية وجرت أمور وحروب وكان عازما على إقامة الدولة العباسية بمصر وتهيأت له الأسباب وقهر المستنصر العبيدي ثم وثب عليه الدكز التركي في جماعة فقتلوه سنة خمس وستين وأربعمائة وقد تقدم ذكر جده ناصر الدولة الحسين بن الحسن وكان ناصر الدين قد لقب نفسه سلطان الجيوش واتفق مع الدكز التركي وزوجه الدكز ابنته وتحالفا كل واحد منهما إلى الآخر فركب ابن حمدان يوما إلى بعض أعمال مصر مرتبا للعساكر والمراكب في طمأنينة فركب الدكز في خمسين فارسا وله غلام يدعى حسام الدولة كمشتكين فقال له أريد أن أطلعك على أمر قال وما هو قال قد علمت ما فعل ابن حمدان بالمسلمين من سفك الدماء والغلاء والجلاء وقد عزمت على قتله فهل فيك موافقة
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»