يطيف بالحصن وإني والله ما آمنه أن يدل على عورتنا من وراءنا من اليهود وقد شغل عنا رسول الله وأصحابه فانزل إليه فاقتله فقال يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا قالت فلما قال لي ذلك ولم تر عنده شيئا اعتجرت ثم أخذت عمودا ثم نزلت من الحصن فضربته بالعمود حتى قتلته فلما فرغت منه رجعت إلى الحصن وقالت يا حسان انزل إليه فاسلبه فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل فقال ما لي بسلبه حاجة يا بنت عبد المطلب قال ويحكى أنه كان قد ضرب وتدا في ذلك اليوم في جانب الأطم فكان إذا حمل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على المشركين حمل على الوتد وضربه بالسيف وإذا حمل المشركون انحاز عن الوتد كأنه يقاتل قرنا انتهى) قلت وقد رأيت بعضهم ينكر جبنه واعتذر له بأن قال أنه كان يهاجي قريشا ويذكر مساؤئهم ولم يبلغنا أن حدا عيره بالجبن والفرار من الحروب وقد هجا الحارث بن هشام المخزومي بالبيتين اللذين تقدما في ترجمته وما أجابه بما ينقض عليه بل اعتذر عن فراره أو كما قال وقال ابن الكلبي أن حسان كان لسنا شجاعا فأصابته علة أحدثت له الجبن فكان بعد ذلك لا يقدر بنظر إلى قتال ولا يشهده قال ابن عساكر قال عطاء بن أبي رباح دخل حسان على عائشة بعدما عمي فوضعت له وسادة فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر فقال أجلسته على وسادة وقد قال ما قال فقال أنه تعنى كان يجيب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشفي صدره من أعدائه وقد عمي وإني لأرجو أن لا يعذب في الآخرة انتهى قلت أراد عبد الرحمن بن أبي بكر ما قاله حسان في قصة الإفك لأن الذين تحدثوا في شأن عائشة كانوا جماعة عبد الله بن أبي بن سلون ومسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش وقوله تعالى والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم قال المفسرون هو حسان بن ثابت أو عبد الله بن أبي بن سلول وتاب الله على الجماعة إلا عبد الله السلولي فإنه مات منافقا وقيل لعائشة لم تأذنين لحسان عليك والله يقول والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم فقالت وأي عذاب أشد من العمى ولما أنشد حسان عائشة شعره الذي منه قوله من الطويل * حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل * قالت له لكنك لست كذلك وقعد صفوان بن المعطل لحسان بسبب قصة الإفك وضربه بالسيف وهذه القصة مذكورة في مواطنها من كتب التفسير والحديث مستوفاة هناك وليس هذا مكان استقصائها وقال حسان للنبي صلى الله عليه وسلم لما طلبه بهجو قريش لأسلنك منهم سل الشعرة من العجين ولي مقول ما أحب أن لي به مقول أحد من العرب وإنه ليفري ما لا تفريه الحربة ثم أخرج لسانه فضرب به أنفه كأنه لسان شجاع بطرفه شامة سوداء ثم ضرب به ذقنه وقال لأفرينهم فري
(٢٧٢)