* لا يرقع الناس ما أوهت ألفهم * عند الدفاع ولا يوهون ما رتعوا * * أعفة ذكرت في الوحي عفتهم * لا يطمعون ولا يزرى لهم طمع) * (ولا يضنون عن جار بفضلهم * ولا يمسهم من مطمع طبع * * يسمون للحرب تبدو وهي كالحة * إذا الزعانف في أظفارها خشعوا * * لا يفرحون إذا نالوا عدوهم * وإن أصيبوا فلا خور ولا جزع * * كأنهم في الوغى والموت مكتنع * أسود بيشة في أرساغها قدع * * خذ منهم ما أتوا عفوا وإن غضبوا * فلا يكن همك الأمرالذي منعوا * * فإن في حربهم فاترك عداوتهم * سما يخاض عليه الصاب والسلع * * أكرم بقوم رسول الله قائدهم * إذا تفرقت الأهواء والشيع * * أهدى لهم مدحي قلب يؤازره * فيما أراد لسان حائك صنع * * إنهم أفضل الأحياء كلهم * إن جد بالبأس جد القول أو سمعوا * * أتيناك كيما يعلم النسا فضلنا * إذا اجتمعوا وقت احتضار المواسم * * بأنا فروع الناس في كل موطن * وأن ليس في ارض الحجاز كدارم * فقام حسان فقال من الطويل * منعنا رسول الله من غضب له * على أنف راض من معد وراغم * * هل المجد إلا السؤدد الفرد والندى * وجار الملوك واحتمال العظائم * فقال الأقرع بن حابس والله إن هذا الرجل لمؤتى له والله لشاعره أشعر من شاعرنا ولخطيبه أمهر من خطيبنا وأصواتهم أرفع من أصواتنا أعطني يا محمد فأعطاه فقال زدني فزاده فقال اللهم إنه سيد العرب فنزلت فيهم إن الذين ينادونك من وراء الحجرات ثم إن القوم أسلموا وقال أبو عبيدة فضل حسان الشعراء بثلاث كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي صلى الله عليه وسلم في الإسلام وشاعر اليمن كلها وكان أشعر أهل المدن وقال أبو عبيد القاسم بن سلام سنة أربع وخمسين وتوفي حكيم بن حزام وحويطب بن عبد العزى وسعيد بن يربوع المخزومي وحسان بن ثابت قال ويقال إن هؤلاء الأربعة ماتوا وقد بلغ كل واحد منهم عشرين ومائة سنة وقال الشيخ شمس الدين بلغنا أن حسانا وأباه وجده وجد أبيه عاش كل منهم مئة وعشرين سنة
(٢٧٤)