جربانه ووقفنا زعفا أرسالا رزدقا وأقبل أبو الحارث من أجمته يتظالع في مشيته كأنه مجنوب أو في هجار معصوب لصدره نحيط ولبلاعمه غطيط ولطرفه وميض ولأرساغه نقيض كأنما يخبط هشيما أو يطأ صريما وإذا هامة كالمجن وخد كالمسن وعينان سجراوان كأنهما سراجان يقدان وقصرة ربلة ولهزمة رهلة وكتد مغبط وزور مغرط وعضد مفتول وساعد مجدول وكف شثنة البراثن إلى مخالب كالمحاجن فضرب بيده فأرهج وكشر فأفرج عن أنياب كالمعاول مصقولة غير مغلولة وفم أشدق كالغار الأخرق ثم تمطى فأشربيديه ثم حفز وركه برجليه حتى صار طوله مثليه ثم أقعى فاقشعر ثم مثل فاكفهر ثم تجهم فازبأر فلا وذو بيته في السماء ما اتقيناه إلا بأول أخ لنا من فزارة ضخم الجزارة فوقصه ثم أقعصه ثم نفضه
(٢٦١)