خرشنة ثم منها إلى القسطنطينية في سنة ثمان وأربعين وثلاثمئة وقداه سيف الدولة سنة خمس وخسمين قال القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان رحمه الله تعالى هكذا قال أبو الحسن علي بن الزراد الديلمي وقد نسبوه في ذلك إلى الغلط وقالوا أسر أبو فراس مرتين فالمرة الأولى) بمغارة الكحل سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وما تعدوا به خرشنة يقال إنه ركب فرسه وركضه برجله فأهوى به من أعلى الحصن إلى الفرات والمرة الثانية أسرته الروم على منبج في شوال سنة إحدى وخمسين وحملوه إلى القسطنطينية وأقام في الأسر أربع سنين وله في أسره أشعار كثيرة مثبتة في ديوانه وكانت منبج إقطاعه وقال ثابت بن سنان الصابي في تاريخه قال في يوم السبت لليلتين خلتا من جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وثلاثمئة جرت حرب بين أبي فراس وكان مقيما بحمص وبين أبي المعالي بن سيف الدولة واستظهر عليه أبو المعالي فقتله في الحرب وأخذ رأسه وبقيت جثته مطروحة في البرية إلى أن جاء بعض الأعراب وكفنه ودفنه وقال غيره كان أبو فراس خال أبي المعالي فلما بلغت وفاته أم أبي المعالي لطمت وجهها وقلعت عينها وكان مولده سنة عشرين وثلاثمئة فعاش سبعا وثلاثين سنة وقال ابن خلكان رأيت في ديوانه أنه لما حضرته الوفاة كان ينشد ابنته مخاطبا لها من مجزوء الكامل * نوحي علي بحسرة * من خلف سترك والحجاب * * قولي إذا كلمتني * فعييت عن رد الجواب * زين الشباب أبو فراس لم يمتع بالشباب وهذا يدل على أنه لم يقتل أو يكون قد جرح وتأخر موته ثم مات من الجراحة ومن شعره من الكامل * المرء نصب مصائب لا تنقضي * حتى يوارى جسمه في رمسه * * فمؤجل يلقى الردى في غيره * ومعجل يلقى الردى في نفسه * ومنه من الطويل * مرام الهوى صعب وسهل الهوى وعر * وأوعر ما حاولته الحب والصبر * * أواعدتي بالوصل والموت دونه * إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر * * بدوت وأهلي حاضرون لأنني * أرى أن دارا لست من أهلها قفر *
(٢٠٢)