الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٠ - الصفحة ١٣٨
الشعر كثير التصرف فيه وكان صعلوكا يصيب الطريق ثم أقصر عن ذلك وكان كثيرا ما يصف نفسه بالشجاعة والإقدام وهو القائل * هنيئا لإخواني ببغداد عيدهم * وعيدي بحلوان قراع الكتائب * وأنشدها أبا دلف فقال له إنك لتكثر من وصف نفسك بالشجاعة وما رأيت عندك لذلك أثرا قط ولا فيك فقال أيها الأمير وأي عناء يكون عند الرجل الحاسر الأعزل فقال أعطوه سيفا وفرسا ودرعا ورمحا فأعطوه ذلك أجمع فأخذه وركب الفرس وخرج على وجهه فلقيه مال لأبي دلف يحمل من بعض ضياعه فأخذه وخرج جماعة من غلمانه ومانعوه فجرحهم جميعا وقطعهم فانهزموا وسار بالمال فلم ينزل إلا على عشرين فرسخا فلما اتصل خبره بأبي دلف قال نحن جنينا على أنفسنا وكنا أغنياء عن إهاجته ثم كتب إليه بالإمارة وسوغه المال وكتب إليه صر إلينا فلا ذنب لك عندنا نحن هجناك وحركناك فرجع ولم يزل معه يمدحه حتى مات وكان قد لحق أبو دلف إنسانا قد أردف آخر خلفه فطعنهما يشكهما بالرمح فتحدث الناس في ذلك فلما عاد دخل إليه بكر بن النطاح وأنشده * قالوا أينظم فارسين بطعنة * يوم اللقاء ولا يراه جليلا * * لا تعجبوا لو كان مد قناته * ميلا إذا نظم الفوارس ميلا * فأمر له أبو دلف بعشرة آلاف درهم وله فيه أيضا) * له راحة لو أن معشار جودها * على البر كان البر أندى من البحر * * ولو أن خلق الله في جسم فارس * وبارزه كان الخلي من العمر * * أبا دلف بوركت في كل بلدة * كما بوركت في شهرها ليلة القدر * وله فيه أيضا * إذا كان الشتاء فأنت شمس * وإن حضر المصيف فأنت ظل * * وما تدري إذا أعطيت مالا * أتكثر في سماحك أم تقل * فأعطاه عشرة آلاف درهم وقصد مالك بن طوق فمدحه فأثابه قلم يرض ثوابه فخرج من عنده وكتب رقعة وبعث بها إليه وفيها * فليت جدا مالك كله * وما يرتجى منه من مطلب * * أصيب بأضعاف أضعافه * ولم أنتجعه ولم أرغب * * أسأت اختياري فقل الثواب * لي الذنب جهلا ولم يذنب *
(١٣٨)
مفاتيح البحث: الجهل (1)، الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»