3 (ابن دشينة)) أبو بكر بن أحمد بن عمر البعلبكي المعروف بابن الحبال ويعرف بابن دشينة بضم الدال المهملة وفتح الشين المعجمة وياء آخر الحروف ساكنة وبعدها نون مفتوحة وهاء خلف لما مات تركة عظيمة قيل إنها تقارب مائة ألف دينار ولم يرزق ولد وإنما كان له زوجة وبنو عم فاحتاط الظاهر على تركته وأخذ منها قريب أربع مائة ألف درهم وأفرج لورثته عن الوثائق والأملاك فتمحق أكثر ذلك وكان وقف في حال حياته وقفا على وجوه البر يتحصل منه في السنة قريب خمسة آلاف درهم وقفه على نفسه مدة حياته والباقي بعده يصرف في) وجوه البر وكان سبب هذا الوقف لأن الحوطة لما حصلت في سنة أربع وستين وست مائة ورسم أن لا يفرج لأحد إلا بعد ثبوت كتابه بدمشق في وجه وكيل بيت المال فنظر المذكور فوجد عنده قريب مائة كتاب ورأى أنه يغرم على كل كتاب تسجيل وشهود طريق قريبا من خمسة عشر درهما فأوقف ذلك وكان زائد الشح على نفسه إلى الغاية ولكنه كان فيه رفق بمن يعامله قل أن يحبس له غريما توفي ببعلبك سنة اثنتين وسبعين وست مائة ودفن يوم الجمعة بعد الصلاة ظاهر باب نحلة 3 (ابن اسباسلار والي مصر)) أبو بكر بن اسباسلار الأمير سيف الدين متولي مصر كان السلطان الملك الظاهر بيبرس يعرفه ويحترمه وكذلك بقية الأمراء الصالحية يعظمونه وكان الله تعالى قد سلطه على الصاحب بهاء الدين بن حنا وأغراه بأذاه يأتي إلى بابه من أذان الصبح وقد لبس قباء نصافيا مصقولا فينام على الباب وقد رشوا الماء على ذلك التراب فما ينتبه إلا والقباء قد تسود من الطين فإذا خرج الصاحب ركب قدامه فإذا صاروا بين الكيمان انفرد به وجاء إليه وشبخه وقوده وسبه ولعنه ويقول له كل قبيح فإذا تلقاه الناس وصار في موكبه طرد الناس أمامه وقال بسم الله مولانا الصاحب بركة الدول بسم الله ويطلع إلى القلعة فيراه الأمراء الكبار ويقولون ما هذه الحال هذا القباء فيقول من نصف الليل نائم على باب الصاحب حتى يخرج وأنا معه في الذل العظيم فيمسكون الصاحب ومنهم من يعتبه ومن الأمراء من يسبه وكان إذا بلغه أن الصاحب قد عمل طعاما يطلع به إلى السلطان يسأل عن ذلك الطعام ويعمل مثله ويجتهد في التبكير به إلى السلطان ويدخل يقدمه ويقول يا خوند كل منه وأخبرني أنت والأمراء ومماليكك فيأكلون إلى أن يشبعوا ثم يأتي طعام ابن حنا فلا يصادف موقعا ويدخل بعد ذلك يقول يا خوند بالله لا ترد عليه الآنية فإن هذا الصيني والله كله من مال الكارم المساكين رعيتك ويكون ذلك الطعام في مائتي قطعة صيني مفتخرة وكان الصاحب بهاء الدين يوما في موكبه وهو في مصر داخل فوقفت له عجوز فقالت يا سيدي رحم الله سيدي حنا أين عينه تراك وأنت في موكب الوزارة عيني به وهو بقميص أزرق يحمل قلال الزيت الحار وينادي عليه في هذه الأزقة كأن هذا الحديث أمس فقال الصاحب بهاء الدين يا بو بكر ذا
(١٤١)