الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٨ - الصفحة ١٩٦
* سيد مرتضى الخلائق أضحى * راضيا عند ربه مرضيا * * صادق الوعد بالوفاء ضمين * كالذي كان وعده مأتيا * أوحد في الصفات لم يجعل الله له قط في السمو سميا * لا ترى في الصدور أرحب صدرا * منه إذ يحضر الصدور جثيا * * ماجد أولياؤه في رشاد * وعداه فسوف يلقون غيا * * وفتى بالسماح صب رشيد * أوتي العلم حين كان صبيا * * بلبان الكمال غذي طفلا * ونشا يافعا غلاما زكيا * * لم يزل منذ كان برا تقيا * وافيا كافيا وكان نقيا * * جعل الله في ادخار المعالي * كعلاه لسان صدق عليا * * كم عديم الثراء أثنى عليه * وانثنى واجدا أثاثا وزيا * * وأولو الفضل حين أموا قراه * أكلوا رزقه هنيا مريا * تمت 3 (الأحوال الكاتب)) أحمد المحرر يعرف بالأحول كان في أيام الرشيد والمأمون وبعد ذلك شخص مع محمد بن يزداد وزير المأمون عند شخوص المأمون إلى دمشق فشكا يوما إلى أبي هارون خليفة محمد بن يزداد الوحدة والغربة وقلة ذات اليد وسله أن يكلم له محمدا في سؤال المأمون ليبره بشيء ففعلا ذلك ورأى محمد ابن يزداد من المأمون بسطة فكلمه فيه وعطفه عليه فقال المأمون أنا أعرف الناس به ولا يزال بخير ما لم يكن معه شيء فإذا رزق فوق القوت بذره ولكن أعطه لموضع كلامك أربعة آلاف درهم فعرفه ما قاله المأمون ونهاه عن الفساد) وأعطاه المال فلما قبضه ابتاع غلاما بمائة دينار واشترى سيفا ومتاعا وأسرف في ما بقي بعد ذلك حتى لم يبق معه شيء فلما رأى الغلام ذلك أخذ كل ما في بيته وهرب فبقي عريانا في أسوإ حال وصار إلى أبي هارون خليفة محمد بن يزداد فأخبرهن فأخذ أبو هارون نصف طومار ونشره ورفع في آخره * فر الغلام فطار قلب الأحوال * وأنا الشفيع وأنت خير معول * ثم ختمه ودفعه إليه وقال امض به إلى محمد فمضى به فلما رآه محمد بن يزداد قال له ما في كتابك قال لا أدري فقال هذا من حمقك تحمل كتابا لا تدري ما فيه ثم فضه فلم ير شيئا فجعل ينشره وهو يضحك حتى أتى على آخره فوقف على البيت ووقع تحته * لولا تعنت أحمد لغلامه * كان الغلام ربيطه بالمنزل * ثم ختمه ورده به إلى خليفته فقال له الله الله في ارحمني جعلت فداك فرق له ووعده لأن
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»