الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٨ - الصفحة ١٩٤
* النهر وافى شاهرا سيفه * ولمعه يحتبس الأعينا * * فماجت البركة من خوفه * وارتعدت وادرعت جوشنا * ومنه لما ألبس الذمة العمائم الملونة * تعجبوا للنصارى واليهود معا * والسامريين لنا عمموا الخرقا * * كأنما بات بالأصباغ منسهلا * نسر السماء فأضحى فوقهم ذرقا * ومنه * وأصفر أزرق العينين لحيته * حمراء قد سقطت من كف دباغ * * ألوانه اختلفت لا تعجبوا فعسى * قد كان في است أمه دكان صباغ * ومنه يصف ثوبه * لو أن عيني على غيري تعانيه * بكيته أحمرا أو مت بالضحك * * ومن رآني فيه قال واعجبا * أرى على البر شيخ البحر في الشبك * ومنه في العود * اشرب على العود من صهباء جارية * في المنتشي جريان الماء في العود * * ترنم العود مسرورا ومن عجب * سروره وهو في ضرب وتقييد * * من أين للعود هذا الصوت تطربنا * ألحانه بأطاريف الأناشيد * * أظن حين نشا في الدوح علمه * سجع الحمائم ترجيع الأغاريد * ومنه في الحمام التي عمرها أسندمر بطرابلس * زر منزل الأفراح واللذات * دار النعيم ومرتع اللذات * * دار النعيم وفي الجحيم أساسها * تجري بها الأنهار في الجنات * * فلك ومن بيض القباب بروجه * ونجومه من زاهر الجامات * * مغنى له يمازج ماؤه * للنار فهو مؤلف الأشتات * * كالخلد مرتفع البناء فضاؤه * رحب يسافر فيه باللحظات * * يحكى بخور العود طيب بخارها * والمسك والكافور ممتزجات * * وتضئ في غسق الدجى أكنافها * كإضاءة المصباح في المشكاة) * (فرشت بألوان الفصوص ورصعت * بجواهر من فاخر الآلات * * برك كأفواه الملاح رضابها * عذب شهي الرشف في الحلوات * * ومنابع قد فجرت بحدائق * ترخيمها يغني عن الزهرات * * وجرت أنابيب الحياض بفضة * محلولة تنصب في مرآة *
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»