الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٨ - الصفحة ١٧١
* سبق الظلام بها بزينة ليله * ولو أنه في الفخر حلى العاطلا * * حمراء قانية يذوب شعاعها * ويرى حصى الياقوت منها سائلا * * حمراء قانية يحب كئوسها * وقع الصوارم والوشيج الذابلا * * ذهبية ما عرق عانة كرمها * لكنه كف الكريم شمائلا * * كف لمنبجس النوال كأنما * دفع السيول تمد منه نائلا * * كرم خليلي يمد سماطه * ويشب نارا للقرى وفواضلا * * ولهيب فكر لو تطير شرارة * منه لما بل السحاب الوابلا * * يذكي به في كل صبحه قرة * فهما لنيران القرائح آكلا * * عجبا له من سابق متأخر * فات الأواخر ثم فات أوائلا * * دانوه في شبه وما قيسوا به * من ذا تراه للغمام مساجلا * * ماثل به البحر الخصم فإنه * لا يرتضي خلقا سواه مماثلا * * وافت عقيلته ولو بذل امرؤ * فيها استقل من البروج معاقلا * * جاءت شبيه الخود في حلل لها * حمر كنوار الشقيق مواثلا * * قد خضبت بدم الحسود أما ترى * أثر السواد بها عليه دلائلا * * حلل على سحبان تسحب ذيلها * وتجر من طرف الذيول الفاضلا * * حكت الهلال يلوح طلع نقابها * حتى نضت فرأيت بدرا كاملا) * (بنت القريحة ما ونت في خدرها * حسن المليحة أن تواصل عاجلا * * جاءت تضوع من العناق أساورا * لا بل تخوض من السيول خلاخلا * * قبلتها وأعدت تفبيلي لها * إن المتيم لا يخاف العاذلا * * وأتت وجيش النوء مرهوب السطا * ملأ الوجود له فنا وقبائلا * * والبرق مشبوب الضرام لأنه * صاد الغزالة حيث مد حبائلا * * وافت ورأس الطود يشكو لمة * قد عممت بالثلج شيبا شاملا * * ملأت به كل الفضاء فلا يرى * إلا لجينا جامدا أو سائلا * * وكأنما نثرت قراضة فضة * أيدي البروق وقد حرقن أناملا * * والأفق كالكأس المفضض ملؤه * صهباء قد عقدت حبابا جائلا * * أثناء يوم قد تقهقر ضوءه * وبدا ذبالا في الأصائل ناحلا * * والجو منخرق القميص كأنه * حنق يقد من السحاب غلائلا * * والسيل منحدر يسل مهندا * إفرنده ذهب يمد سلاسلا *
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»