الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٨ - الصفحة ١٧٥
يمتع الوجود بحياته ويجمع له بين ثوابه وثباته لأنه قد عاش الدر المفدي بالذهب وأضاءت شمس المعالي إن كان قد خمد اللهب * علم الله كيف أنت فأعطا * ك المحل الجليل من سلطانه * جعل الدين في ضمانك والدنيا فعش سالما لنا في ضمانه) وقد نظم المملوك قصيدة مختصرة في رثاء المشار إليه وجعل ألفاظها تبكيه وقوافيها تنوح عليه وهي * الله أكبر يا ابن فضل الله * شغلت وفاتك كل قلب لاه * * كل يقول وقد عرته كآبة * واها لفقدك إن صبري واه * * فقدت بك الأملاك بحر ترسل * متلاطم الأمواج بالأمواه * * يا وحشة الإنشاء منك لكاتب * ألفاظه زهر النجوم تباهي * * وتوجع الأشعار فيك لناظم * من لطفه لشذا النسيم يضاهي * * كم أمسكت يمناك طرسا أبيضا * فأعدته في الحال طرزا باهي * * كم قد أدرت من القريض قوافيا * هي نشوة الناشي وزهو الزاهي * * ورسالة أنشأتها في حانة النبأ * ذ حازت حضرة الفكاه * * ووضعت في الآداب كل مصنف * قالت له البلغاء زاه زاه * * كم قد خطرت على المجرة رافلا * يوم الفخار بمعطف تياه * * شخصت لعلياك النجوم تعجبا * ولك السهى يرنو بطرف ساه * * ما كنت إلا واحد الدهر الذي * يسمو على الأنظار والأشباه * * من بعدك الكتاب قد كتبوا فما * يجدون منجاة لهم من جاه * * أقلامهم قد أملقت ورمى الردى * أدواتهم ودواتهم بدواهي * * وطروسهم لبست حداد مدادها * أسفا عليك مؤكدا بسفاه * * أما القلوب فإنها رهن الأسى * ترد القيامة وهي فيك كما هي * * أبدا يخيل لي بأنك حاضر * تملي الفؤاد لي وأنت تجاهي * * فتعز فيه واصطبر لمصابه * يا خير مولى آمر أو ناهي * * فدوام ظلك في البرية نعمة * ولشكرها حتم على الأفواه * * لا زال جدك في المبادئ صاعدا * رتبا سعادتها بغير تناهي * إن شاء الله تعالى
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»