الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٧ - الصفحة ١٩٢
* مرت فويق الأرض تسحب ذيلها * واللوح يحملها على الأعناق * * ودنت فكاد الأرض تنهض نحوها * كنهوض مشتاق إلى مشتاق * * فكأنما جاءت تقبل تربها * أو حاولت منها لذيذ عناق * انتهى كلام ابن رشيق وقد نظمت أنا أصل هذا المعنى في بيتين وهما أقصر وزنا فقلت * سحابة قد تدلت * إلى الثرى باشتياق * * لو أن للأرض عقلا * تلازما للعناق * ونظمت هذا المعنى أيضا في غير هذا المقصد فقلت * انظر إلى السحب التي ذيلها * مرخى وثغر الأرض ما قبله * * مثل رئيس زاد في لطفه * أتى إلى نذل فما اهتز له * ومن شعر ابن حديدة * هن البدور النيرات سوافر * تهتز في كثب بهن غصون * * البرء ما أهدت لهن مباسم * والسقم ما بعثت لهن عيون * * ولقد حمى عن مقلتي كراهما * ورق لهن على الأراك حنين * * في ليلة لبس الحداد هواؤها * فكأنما هو راهب محزون * * قد رصعت زهر النجوم سماءها * فكأنما هي لؤلؤ موضون * * وكأنها خلل الظلام روانيا * أحداق روم ما لهن جفون * * وكأنما الفلك المدار على الدجى * بحر أحاط بها وهن سفين * ومنه من رجز * والليل ملقى كالأسير الموثق * نجومه وسط السماء ترتقي * كلؤلؤ فوق زجاج أزرق ومنه * يا رب أغيد ساجي الطرف ساحره * أحوى سقتني عقار السحر عيناه * * كالورد وجنته والبدر طلعته * والغصن قامته والمسك رياه *) ومنه * يا رب ليل جبته * ورداؤه لم يدرج * * تبدو نجوم سمائه * مثل الذبال المسرج * * تحكي قلائد لؤلؤ * نثرت على فيروزج *
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»