الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٧ - الصفحة ١٣
قلت رحمهم الله أجمعين هم الآن قد رأوا عين اليقين فيما كانوا فيه يختلفون وما أظنه رأى مثله في الحافظة والاطلاع وأرى أن مادته كانت من كلام ابن حزم حتى شناعه على من خالفه وكان مغرى بسب ابن عربي محيي الدين والعفيف التلمساني وابن سبعين وغيرهم من الذين ينخرطون في سلكهم وربما صرح بسب الغزالي وقال هم قلاووز الفلاسفة أو قال ذلك عن الإمام فخر الدين سمعته يقول الغزالي في بعض كتبه يقول الروح من أمر ربي وفي بعضها يدس كلام الفلاسفة ورأيهم فيها وكذلك الإمام فخر الدين الرازي كان كثير الحط عليه وكان مسلطا على هؤلاء الفقراء الأحمدية واليونسية والقرندلية وغيرهم من هؤلاء المبتدعة حكي لي أنه جاء إليه بعض الأحمدية وقال ما يقولونه على العادة في دخول التنور من بعد ثلاثة أيام وقود النار فيه فقال له أنا ما أكلفك ذلك ولكن دعني أضع هذه الطوافة في ذقنك فجزع ذلك الفقير وأبلس قلت وقد نقل الشيخ رحمه الله تعالى هذا من قول بعض الشعراء في النار التي يزعم النصارى أنها تنزل يوم سبت النور من السماء إلى القمامة بالقدس) * لقد زعم القسيس أن إلهه * ينزل نورا بكرة اليوم أو غد * * فإن كان نورا فهو نور ورحمة * وإن كان نارا أحرقت كل معتد * * يقربها القسيس من شعر ذقنه * فإن لم تحرقها وإلا اقطعوا يدي * وسمعته يقول عن نجم الدين الكاتبي المعروف بدبيران بفتح الدال المهملة وكسر الباء الموحدة وهو الكاتبي صاحب التواليف البديعة في المنطق فإذا ذكره لا يقول إلا دبيران بضم الدال وفتح الباء وسمعته يقول ابن المنجس يريد ابن المطهر الحلي وكانت سمعته في البلاد البعيدة أكثر وأكبر وأشهر مما هي بالشام خصوصا بلده دمشق وكتب رسالة إلى صاحب قبرس يأمره فيها بالرفق بالأسارى المسلمين وتخفيف الوطأة عنهم وقص عليه أقوالا من كلام المسيح عليه السلام مثل قوله من ضربك على خدك الأيمن فدر له الخد الأيسر وأشباه ذلك فقيل إنه خفف عنهم وعمر لهم جامعا على ما قيل
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»