الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٦ - الصفحة ٤٤
يعني الشراب فقد أفتانا به الإمام أبو إسحاق فبكى الإمام ودعا على نفسه وقال يا ليتني لم أقل هذين البيتين قط ثم قال كيف لي بردهما من أفواه الناس فقلت يا سيدي هيهات قد سارت به الركبان وقال ابن النجار وسمعت ابن السمعاني يقول سمعت بعضهم يقول دخل الشيخ أبو إسحاق بعض المساجد ليأكل الطعام على عادته فنسي دينارا كان في يده وخرج وذكر في الطريق فرجع فوجد الدينار في المسجد ثم فكر في نفسه وقال ربما هذا الدينار وقع من غيري وما أعرف أن هذا لي أم لغيري فتركته في المسجد وخرج وما مسه وسمعت ابن السمعاني يقول سمعت أبا بكر محمد بن علي بن عمر الخطيب يقول كان يمشي بعض أصحاب أبي إسحاق الشيرازي معه في طريق فعرض لهما كلب فقال ذلك الفقيه للكلب اخسأ فهناه الشيخ أبو إسحاق عن ذلك وقال لم طردته عن الطريق أما عرفت أن الطريق بيني وبينه مشترك وأطال ابن النجار ترجمة الشيخ أبي إسحاق قلت وكان الشيخ أبو إسحاق من الفصحاء البلغاء ألا ترى عبارته في التنبيه ما أفصحها وأعذبها زعم بعضهم أن بعض ألفاظه) تقع منظوما كقوله في كتاب التفليس * إذا اجتمعت على رجل ديون * فإن كانت معجلة * زاد بعضهم تهون أو قضاها وفي الأصل لم يطالب بها وقوله في المهذب أيضا * لأنه لا بد من مخرج * يخرج منه البول والغائط * وقوله في التنبيه في باب الحوالة برئت ذمة المحيل وصار الحق في ذمة المحال عليه ومن شعر الشيخ أبي إسحاق الشيرازي * سألت الناس عن خل وفي * فقالوا ما إلي هذا سبيل * * تمسك إن ظفرت بود حر * فإن الحر في الدنيا قليل * 3 (تقي الدين الواسطي)) إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل الإمام القدوة تقي الدين أبو إسحاق الواسطي الصالحي الحنبلي مسند الشام ولد سنة اثنتين وست مائة وتوفي رحمه الله تعالى سنة اثنتين وتسعين وست مائة وكان على كرسيه يقرأ الختمة في ركعة سمع من ابن الحرستاني وابن ملاعب وابن الجلاجلي وموسى بن عبد القادر وابن راجح والشيخ الموفق وابن نعمة وابن البنا وطائفة بدمشق وأبي محمد ابن الأستاذ بحلب والفتح بن عبد السلام وعلي ابن زيد وأبي منصور محمد بن عفيجة وأبي هريرة الوسطاني وأبي المحاسن ابن البيع وأبي علي ابن الجواليقي والمهذب ابن قنيدة ومحاسن بن الخزائني وأبي منصور أحمد بن البراح وأبي حفص
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»