وكان ببغداذ شاعر يقال له عاصم قال فيه * تراه من الذكاء نحيف جسم * عليه من توقده دليل * * إذا كان الفتى ضخم المعالي * فليس يضره الجسم النحيل * وكان إذا أخطأ أحد بين يديه قال أي سكتة فاتتك وإذا تكلم في مسألة وسأل السائل سؤالا غير متوجه قال * سارت مشرقة وسرت مغربا * شتان بين مشرق ومغرب * وأورد له محب الدين ابن النجار قوله * إذا تخلفت عن صديق * ولم يعاتبك في التخلف * * فلا تعد بعدها إليه * فإنما وده تكلف * وأورد له أيضا * قصر النهار وشدة البرد * قد حال دون لقاء ذي الود * * فاعذر صديقا في تأخره * حتى يجيئك أول الورد * وقال أخبرني محمد بن محمود الشذباني بهراة قال أنشدنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن) منصور السمعاني قال أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد الإصطخري أنشدنا أبو علي الحسن بن إبراهيم الفارقي قال أنشدنا أبو إسحاق الشيرازي لنفسه * لقد جاءنا برد وورد كلاهما * فيحمل هذا البرد من جهة الورد * * كما يحمل المحبوب من حبه الأذى * لما يجتنيه من جنى الورد في الخد * وأورد له أيضا قوله * ذهب الشتا وتصرم البرد * وأتى الربيع وجاءنا الورد * * فاشرب على وجه الحبيب مدامة * صهباء ليس لمثلها رد * وأورد له أيضا قوله * جاء الربيع وحسن ورده * ومضى الشتاء وقبح برده * فاشرب على وجه الحبيب ووجنتيه وحسن خده قال ابن النجار أنشدني شهاب الدين الحاتمي قال أنشدنا أبو سعد السمعاني قال أنشدنا أبو المظفر شبيب بن الحسين القاضي قال أنشدني الشيخ أبو إسحاق يعني الشيرازي لنفسه وذكر البيتين جاء الربيع ثم قال قال ابن السمعاني قال شبيب ثم بعدما أنشدني هذين البيتين أنشدا عند القاضي عين الدولة حاكم صور بلدة على ساحل بحر الروم فقال أحضر ذلك الشأن
(٤٣)